أفريقياالشأن الإسبانيسياسة

بعد أزمتها الأخيرة مع الجزائر..إسبانيا توقع “معاهدة الصداقة وحسن الجوار ” مع موريتانيا

عقب إعلان الجزائر عن تعليق العمل باتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع اسبانيا، صادق مجلس الوزراء الموريتاني على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، الهدف منها تعزيز التعاون بين البلدين وذلك عبر اللجنة المشتركة التي ستشرف على تفعيل مضامين الاتفاقية في مجالات الحكامة الديمقراطية والتنمية المؤسساتية وبناء السلم وتلبية الاحتياجات الاجتماعية.

وجاء في نص الاتفاقية المبرمة بناء عل البلاغ الذي أصدره المجلس ما يلي :
وضع إطار للتشاور السياسي بين البلدين، وذلك عبر اجتماع دوري عالي المستوى.
تشجيع وتفعيل التعاون الاقتصادي والمالي بين الطرفين و التعاون في مجال الأمن والدفاع.

جدير بالذكر انه سبق لإسبانيا و موريتانيا أن وقعتا على معاهدة تهم دعم التعاون في مجال الأمن الغذائي ومكافحة المجاعة والتعليم والثقافة والصحة من جهة، و التعاون في المجال القانوني والشؤون القنصلية والهجرة وتنقل الأشخاص ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات من جهة ثانية، وذلك مطلع عام 2008 بمدريد.

وفي هذا الصدد صرح “عبد الله ولد أواه” الخبير الاقتصادي الموريتاني لوسائل إعلام دولية، إن إطار الاتفاقية “يحمل بعدا تاريخيا” بسبب “التاريخ المشترك وحكم المرابطين في الأندلس، وبعد جغرافي يتمثل في كون إسبانيا أقرب الدول الأوروبية إلى موريتانيا من الناحية الجغرافية”.

و أوضح الخبير الاقتصادي ” أن لدى إسبانيا مصالح اقتصادية كبيرة في قطاع الصيد الموريتاني، موضحا أن مدريد هي “المستفيدة الكبرى” من اتفاقية الصيد الموقعة بين نواكشوط والاتحاد الأوروبي.

وجاء سياق توقيع المعاهدة المذكورة بعد أسبوعين من زيارة قامت بها زوجة العاهل الإسباني فيليبي السادس ،السيدة “دونيا ليتيسا” إلى نواكشوط، بالإضافة إلى كون الرئيس الموريتاني السيد ” محمد ولد الشيخ الغزواني” أشرف على توقيع عدة اتفاقيات مع الوفد المرافق له خلال زيارته لإسبانيا في مارس المنصرم.

و يأتي هذا التسارع في الاحداث ، تزامنا مع احتدام التوتر بين إسبانيا والجزائر بعدما قررت الأخيرة تعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” مع إسبانيا، وذلك على خلفية إعلان مدريد دعم مقترح حكم ذاتي الذي يقترح المغرب كحل للنزاع في الصحراء المغربية وزيارة سانشيث للمملكة المغربية بدعوة من الملك محمد السادس.

وفي هذا السياق أضاف الخبير الموريتاني ” عبد الله ولد أواه”في تصريح له ” إن البعد الجيوسياسي حاضر وبقوة في تفعيل الاتفاقية “فموريتانيا دولة واعدة في مجال الغاز ودولة موقعة على اتفاق مدريد حول الصحراء عام 1975 وذالك ما يزيد من أهميتها بالنسبة لإسبانيا في المستقبل القريب”.

فيما علق المحلل السياسي ” محمد الأمين خطاري” على الموضوع بالقول ” إنه”لا يمكن الربط المباشر بين ما أعلن عنه سابقا من تعليق الاتفاقية المبرمة بين الجزائر وإسبانيا وتفعيل هذه الأخيرة لاتفاقية الصداقة والتعاون مع موريتانيا”.

وأضاف “ولد خطاري” أنه لا يمكن صرف النظر عن توقيت تفعيل الاتفاقية من سياقه المغاربي والإقليمي والدولي الذي يحتم تعدد التحالفات الدولية وتنويعها مع التغيير الحاصل في خريطة الاهتمام الاستراتيجي في المنطقة بأسرها، خاصة مع تفشي الهجرة غير الشرعية و انتشار الجريمة المنظمة و استفحال ظاهرة الاتجار الدولي فيالمخدرات و البشر ، بالإضافة إلى خطر الارهاب و الجماعات المسلحة بالساحل والصحراء، الأمر الذي يستدعي تقوية الاتفاقيات الأمنية ومحاربة الجريمة العابرة للقارات”.

https://anbaaexpress.ma/j0hgn

الحسين أولودي

إعلامي باحث في الجغرافيا السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى