تمت متابعة الانتخابات الجهوية في الأندلس عن كثب من مختلف العواصم المغاربية، لأسباب مختلفة مرتبطة بالعلاقات الثنائية والأوضاع الاقتصادية في كل بلد على حدة.
كان هذا موضوع مقال رأي منشور بمجلة Atalayar للكاتب والخبير الجيوسياسي الإسباني بيدرو كاناليس، حيث تطرق في مقاله التحليلي حول متابعة الرباط و الجزائر و تونس وكذلك نواكشوط وطرابلس الحملات الانتخابية بالإقليم الأندلسي خطوة بخطوة، ومواقف كل طرف متنافس والنتيجة النهائية للانتخابات.
المغرب
كان موقف المغرب من هذه الانتخابات، حذرا جدا، على الرغم من الاجتماع الذي عقد في بداية يونيو في روتردام بين زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيجو ورئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، و لم يتم التشكيك في جوهر القرار السياسي الذي اتخذه الرئيس سانشيث، بدعم موقف الرباط في الصحراء.
وقال الكاتب الاسباني، أن الرباط تعلم تمام اليقين، أن توقعات نجاح الحزب الشعبي في الانتخابات العامة المقبلة المقررة عام 2023، ستحافظ على علاقات استراتيجية مع المغرب، تقوم على الصداقة والتعاون في جميع المجالات، علاوة على ذلك، من المتوقع أن تعمل الحكومة الإقليمية الأندلسية المقبلة برئاسة خوان مورينو على تعميق العلاقات مع المغرب وهي أكثر رسوخا من ذي قبل، كما أن المغرب سيرحب بزيارة خوان مورينو رئيس الحزب الشعبي بإقليم الأندلس كأول رحلة خارجية له بعد اكتساحه التاريخي للانتخابات الاندلسية.
ويضيف الكاتب.. أن الرباط تعلم كذلك أيضًا أن “القرار التاريخي لدعم الاقتراح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء كان من عمل بيدرو سانشيث، وبدعم وضغط من البيت الأبيض باعتباره شرطا رئيسيا لانعقاد قمة الناتو المقررة عقدها في مدريد خلال هذه الأيام، وسيكون الرئيس الأمريكي جو بايدن حاضرا في هذه القمة،ولهذا السبب ، فإن المغرب لن يفعل شيئا لعرقلة خطط الحكومة الإسبانية الحالية لارجاع زخمها الدولي، خاصة وأن حكومة بيدرو سانشيث، أعطت الضوء الأخضر لحضور مجموعة من رجال الأعمال الإسبان في منتدى الداخلة الاقتصادي بالصحراء المغربية المقرر انطلاقه بعد أيام وهذا تم بدعم ضمني من السلطة التنفيذية بمدريد.
الجزائر
وفي معرض حديثه عن الموقف الجزائري، قال كاناليس في مقاله، أن السلطة الجزائرية لم تخفي غبطتها بشكل غير مباشر من العقوبة التي فرضها الناخبون الاندلسيون على الحزب الاشتراكي الذي فقد هيمنته التاريخية بهذا الاقليم وصعود غريمه التقليدي الحزب الشعبي.
مضيفا في ذات السياق.. أن الحكومة الجزائرية كانت قد لمحت إلى أن مشكلة الجزائر ليست مع حزب العمال الاشتراكي بل مع بيدرو سانشيث، الذي أيد الموقف المغربي في صحرائه، مستفيدة أي الجزائر من دعم اليسار الراديكالي الاسباني للطرح الانفصالي الذي تروج له الجزائر من خلال دعهما لجبهة البوليساريو.
إلا أن موقف الحزب الشعبي تجاه هذا الملف يشوبه حذر شديد لكي لاتضحي بالمصالح الاقتصادية والتجارية مع المغرب.
تونس ونواكشوط وطرابلس
وبخصوص العواصم الثلاثة المغاربية المتبقية، كتونس و نواكشوط وطرابلس.. فقد تحدث الكاتب الاسباني في مقاله ، أن الانتخابات الأندلسية أعطت مزيدا من الثقة لتكثيف العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع هذه البلدان، وهذا هو الهدف الرئيسي لحكوماتهم في العلاقات مع إسبانيا كدولة، ومع مناطق الحكم الذاتي المختلفة بالجزيرة الايبيرية مثل إقليم كاتالونيا و إقليم الباسك وغاليسيا والأندلس بشكل أساسي.