سياسة الهروب إلى الأمام هذه هي حالة السلطات الجزائرية فبعدما خرجت تمثيليتها في بروكسيل يوم أمس للتبرؤ من تلك الإجراءات التي سبق أن أعلن عنها بيان الرابطة المهنية للبنوك والمؤسسات المالية الجزائرية لوقف تعاملاتها مع إسبانيا العضو في الاتحاد الأوروبي، إنصاعت الجزائر إلى تحذيرات بروكسل والتي كانت بمثابة قرصة أذن لتبون وفريق الدبلوماسي الذين أصابهم السعار كسعار داء الكلب جراء تأكيد مدريد بدعمها لخطة الحكم الذاتي المغربي بالصحراء.
أخرجت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا تتهجم فيه على شخص رئيس الدبلوماسية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس بعدما التقى المسؤول الإسباني في بروكسل أمس مع فالديس دومبروفسكيس نائب رئيس المفوضية الأوروبية المسؤول عن السياسة التجارية وجوزيف بوريل ،الممثل الأعلى للسياسة الخارجية وقد نشروا معا بيانا مشتركا يلوم الجزائر على خرقها السافر لاتفاقية الشراكة التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي في 2005، من خلال استخدام حق النقض ضد التجارة مع إسبانيا وبالتالي التمييز ضد دولة عضو بالاتحاد.
وجاء في البيان الجزائري أن ما حدث “هو عمل مؤسف لشخصية ملتزمة بوضوح بنشر أطروحات دبلوماسيته الوطنية على حساب الحفاظ على المصالح المفهومة للاتحاد الأوروبي” دون ذكر إسمه في إشارة إلى شخص ألباريس واتهمته الجزائر باستعمال الاتحاد الأوروبي كورقة ضغط على الجزائر .
وقالت صحف إسبانية أن العداء الجزائري للوزير الحالي والذي يعتبر المهندس الرئيسي إلى جانب الوزير السابق ميغيل أنخيل موراتينوس في قيادة تحالف مع السلطة التنفيذية بمدريد لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، يذكر بالعداء المغربي قبل سنة حسب تشبيه صحيفة el confidencial مع وزيرة الشؤون الخارجية المقالة السابقة أرانشا غونثالث والذي خلفها ألباريس على رأس الدبلوماسية الإسبانية ونجح في إتمام المصالحة مع المغرب وتتويج هذه المصالحة باعتراف إسباني رسمي لخطة الحكم الذاتي المغربي بالصحراء كحل واقعي ووحيد.