أفريقياإقتصاد

المغرب و نيجيريا المصادقة على مشروع أنبوب الغاز …تعزيز لحضور المغرب الإقليمي والدولي

شكل الإعلان عن مصادقة المجلس التنفيذي الفيدرالي لنيجيريا على دخول شركة البترول الوطنية النيجيرية في اتفاقية مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، من أجل بناء خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب وفي هذا الصدد طرحنا أسئلة تقربنا من تفاصيل هذا المشروع الهام و تداعياته قاريا ودوليا ، أجاب عنها رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بمدينة العيون كالتالي:

بماذا تفسر مصادقة المجلس التنفيذي الفيدرالي النيجيري و دخول الشركة الوطنية النيجيرية في اتفاقية إكواس لبناء أنبوب الغاز؟

يبدو أن نيجيريا قد حسمت وجهة مشروعها الخاص بمد أنبوب الغاز نحو أوروبا، فرغم أن الجزائر كانت سباقة للتوقيع معها حول مشروع الأنبوب مستفيدة من انخفاض تكلفته عبرها قياسا للمغرب، إلا أن تلكؤ الجزائر في تنفيذه دفع بنيجيريا إلى المراهنة على المغرب للدخول معها في شراكة تؤهلها للمنافسة على سوق الغاز بأوروبا.

كيف تقرأ التقارب بين الجزائر و نيجيريا؟

رغم التقارب الذي شهدته العلاقات الجزائرية النيجيرية في فترات سابقة، إلا أن تعارض مصالحهما بخصوص التنافس على سوق الغاز، وارتباط الجزائر بروسيا التي ترفض المس بحصتها من سوق الغاز بأوروبا، سيدفع بنيجيريا للبحث عن شركاء آخرين.

حاجة أوروبا إلى الغاز و تأثير الحرب الروسية الأوكرانية و زيادة الحاجة إلى هذه المادة الحيوية كيف تفسر كل هذا ؟

وضع عززته تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، من اهتمام كبير عبرت عنه عديد الدول الأوروبية الوازنة لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز النيجيري – المغربي، في ظل بحث أوروبا عن مصادر غاز بديلة، وتلكؤ الجزائر في التعاطي مع مشروع الأنبوب الذي يربطها بنيجيريا، إلى جانب تأزم الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء ودخول روسيا على الخط عبر ذراعها الأمني فاغنر، لا سيما في ليبيا، مالي وبوركينا فاسو.

في اعتقادك هل إنجاز أنبوب الغاز هذا ،مشروع كبير بالنسبة للمغرب وورقة تنضاف إلى ريادته على المستوى القاري؟

طبعا ربح المغرب لصفقة عبور أنبوب الغاز النيجيري، بعد الإعلان عن تكليف شركات دولية بإنجاز الدراسات الميدانية حوله بتمويل جزئي من صندوق أوبيك والبنك الإسلامي للتنمية، ثم مصادقة نيجي يا رسميا على المشروع، سيعني حسم المغرب لمعركة النفوذ الإقليمي التي يخوضها مع الجزائر في غرب القارة الإفريقية، كما سيعني كسب موقف نيجيريا لصالحه بخصوص قضية الصحراء، بعد أن استطاع تحييد موقفها على إثر توقيع البلدين لاتفاقية إنجاز أنبوب الغاز نحو أوروبا، عقب عقود من الزمن ظلت فيها نيجيريا داعما رئيسيا للبوليساريو.

ماهي علاقة كل هذه التطورات التي تعرفها المنطقة عموما بحلحلة ملف الصحراء و الإنجازات التي يحققها المغرب في هذا الباب ؟

إنجاز لم يكن ليحققه المغرب لولا تأمينه لمعبر الگرگرات الذي يعد بوابته البرية الوحيدة نحو القارة الإفريقية في 13 من نوفمبر 2020، لكنه ينضاف لعديد المكاسب الميدانية، السياسية والدبلوماسية التي راكمها مؤخرا، وعلى رأسها انتزاع مواقف مؤيدة له بخصوص النزاع حول الصحراء، ولا سيما الموقف الإسباني، باعتبار أن اسبانيا تعد أهم القوى الدولية المعنية بتدبير الملف كونها القوة المستعمرة السابقة لإقليم الصحراء.

ما الرسالة من كون المغرب حاضر على مستوى القارة من خلال التواجد الاقتصادي، و هو من البلدان الأكثر استثمارا في القارة ؟

مكاسب تنضاف للإنزال الإقتصادي الذي مارسه المغرب في مختلف عديد بلدان القارة ولا سيما في بلدان غرب افريقيا، من خلال عديد الأذرع الإستثمارية، خاصة في مجالات خدمات الإتصالات، البنوك، الطيران، التأمينات وصناعة الأسمدة، فضلا عن ارتباط الأمن الغذائي لعديد بلدان المنطقة بالمغرب، بفضل تنافسية منتجاته الغذائية والفلاحية.

الجزائر لن تقعد مكتوفة الأيدي جراء ما يقع ،و لن تقف عن الاستفزازات التي دأبت القيام بها عبر صنيعتها البوليساريو ماذا تتوقع أن يكون رد الفعل؟

يبقى أن أي تصعيد قد تقدم عليه الجزائر أو البوليساريو ضد مشروع أنبوب الغاز النيجيري، على غرار البيان الصادر عن إحدى هيئات البوليساريو المعنية بمراقبة الثروات الطبيعية، التي تهجمت على الشركة المنجزة للدراسة، سيعني الإصطدام مع مصالح قوى دولية هامة ترتبط جميعها بالمشروع سواء في أوروبا أو في غرب القارة الإفريقية.

https://anbaaexpress.ma/a1in8

الحسين أولودي

إعلامي باحث في الجغرافيا السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى