أفريقياالشرق الأوسطثقافةدولي

أنباء إكسبريس تحاور حفيد مولانا عبد القادر الجيلاني

في هذا اللقاء الحصري مع أنباء إكسبريس، ينقلنا فضيلة الدكتور الشيخ  محمد فاضل الجيلاني، الحفيد الثالث والعشرون للقطب الصوفي الكبير مولانا عبد القادر الجيلاني، ورئيس مركز الجيلاني للبحوث العلمية بتركيا، إلى آفاق روحية، بعيدا عن مظاهر الكراهية والعنف، حيث يحمل رسالة السلام والوحدة والتآخي للعالم الإسلامي، ويسموا برسالة التصوف إلى فضاء أرحب. في هذا اللقاء الروحي يسافر بنا فضيلته خارج الحسابات الضيقة والأحقاد المنافية لجوهر التصوف، إلى فضاء المحبّة والعالمية.

وسوف يعبر فضيلته عن أهمية التصوف عموما والطريقة القادرية خصوصا، تلك الطريقة التي إنطلقت كالروح التي تتجاوز الأطر الضيقة، لتغمر المشارق والمغارب، من القوقاز والشرق الأوسط حتى البلاد المغاربية والأفريقية. وقد نالت الطريقة القادرية حظوة في المغرب، حيث يذكر المؤرخ عبد الهادي التازي بأنّ “الدولة المغربية منحت للزاوية القادرية حصانة تحمي الملتجئ إليها من أن يناله عقاب، وكانت النقابة على الزوايا القادرية تمنح أيام السلطان محمد الثالث بمرسوم ملكي يتجدد”.

فالتلاقح الروحي المنطلق في فضاء أوسع يجد مرتكزاته في المراكز الروحية داخل الإقليم، وهو ميراث روحي غنيّ، كان له دور كبير في تعزيز الروابط الروحية والثقافية بين ساكنة شمال أفريقيا. كما سيعبر فضيلته عن حبّه للمغرب والمغاربة، لا سيما وأنّه الأرض التي تحضن قبور الأولياء والصالحين وفي مقدّمتهم المولى ادريس بن عبد الله الكامل وإبنه المولى ادريس الثاني مؤسس الدولة المغربية، فضلا عن صلحاء وأقطاب صوفية مثل مولانا عبد السلام بن مشيش أستاذ الشيخ الأكبر بن عربي والشيخ أبي الحسن الشاذلي، بالإضافة إلى إحتضان قبر سيدي أحمد التيجاني بفاس الذي يعتبر محجا لأبناء الطريقة التيجانية المنتشرة في العالم، وعشرات الأولياء، وهذا نص الحوار:

– هل لكم أن تحدثونا في أي سياق تأتي زيارتكم للمغرب؟

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدي الأمين الكامل المكمل أكمل الأنبياء والمرسلين سيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين، جد الحسن والحسين، سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أنا سعيد جدا بأنني في بلدي الثاني المملكة المغربية المحبوبة، وبين أقاربي القادريين والجيلانيين والحسانيين، كلهم أقارب وأولاد العم، وأنا سعيد جدا بتواجدي هنا. تقريبا تجولت وسافرت لأكثر من 50 دولة حول العالم، ولكن أنا أتمنى أن يكون لي مقر في المغرب، لأني دائما أزور المغرب وأتمنى السعادة والسلامة لكم ولموقعكم الموقر أنباء إكسبريس.

– سبق لكم أن حضرتم دورات لمعرض الكتاب بالمغرب، ماهو الجديد بالنسبة لكم في هذه الدورة 27 المقامة بالعاصمة الرباط، وماهي ملاحظاتكم حول هذه الدورة ؟

والله، إنّ مملكة المغرب تستحق أكبر معرض في العالم. أمّا بالنسبة للتنظيم، فهو يستحق أن يكون أحسن تنظيم في العالم من جميع النواحي، كسهولة فتح أمكنة لدور النشر للدول الإسلامية وغير الإسلامية من خلال تسهيلات جمركية، وشخصيا عندما آتي إلى بلدي الثاني المغرب أراه أجمل وأكبر معرض وأحسن معرض وأطيب معرض. وفعلا شباب المغرب، هو من أطيب الشباب وأحسنهم خلقا، وترحابهم جميل جدا، المعرض كان دائما في المبنى القديم في الدار البيضاء مبنى قديم، لكنه واسع جغرافيا وقريب من مسجد الحسن الثاني رحمه الله. إن شاء الله خلال المرات القادمة أتمنى من المغرب تنظيم معرض يكون في مساحة واسعة ومنظم وأكثر جمالا من كل النواحي.

– قلت لي مولانا في دردشة جانبية أنكم عندكم توقيع في معرض الكتاب بخصوص مؤلفات جديدة خاصة بكم، يعني ماهي مواضيع هذه الكتب باختصار؟

أولا طبعا مهنتنا التصوف الإسلامي على منهج الكتاب والسنة، كما يقول السيد عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه، حين يقول بأن طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة، ومن خالفهم فلا مقام ولا مجال له، لا في الدنيا ولا في الآخرة، المرء مع من أحب، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وإشارة السيد عبد القادر الجيلاني إلى كونه لا مقام له في الدنيا هنا ولا مجال في الآخرة، يقول المرء مع من أحب، إشارة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

وعندنا 29 مؤلف عن السيد عبدالقادر الجيلاني، وهذه المؤلفات كلها تنجز لأول مرة في تاريخ التراث الإسلامي، ومع ذلك طبعنا أيضا لأول مرة حاشية شيخ الإسلام الشيخ زكرياء الأنصاري، حاشية على تفسير قاضي البيضاوي في 5 مجلدات، ولأول مرة أيضا طبعنا حاشية التفتزاني، تفسير الكشاف في 7 مجلدات، وكذلك هذه لأول مرة في تاريخ التراث الإسلامي. وحاشية التفتزاني هي عبارة عن مخطوطات، وكل الدول العربية والإسلامية تبحث عنها، ولكن سبحان الله ربنا أكرمنا بنعمه ونحن وجدناها، كل دار تقريبا عندها النصف، ولكن نحن حصلنا عليها كاملة وطبعنا 7مجلدات والحمد لله رب العالمين.

– حضرتكم الحفيد الـ 23 للقطب الصوفي الكبير مولانا عبدالقادر الجيلاني الملقب بقطب الاقطاب وسلطان الأولياء والعارفين شيخ الإسلام والمسلمين، هل لكم أن تحدثونا عن جدكم المبارك ؟

منذ، تقريبا، 44 سنة وأنا في خدمة جدي المبارك رضي الله تعالى عنه وأرضاه. كنت طالبا عندما بدأت في خدمته، والآن الحمد لله بروفسور وأستاذ جامعي، لكن أنا خادم نعاله ونعال الأولياء جميعا. وعبد القادر الجيلاني هو شيخ أبو مدين شعيب المغربي، يعني أن هنالك رابط تاريخي وروحي بين عبد القادر الجيلاني والمغرب المبارك. أنا طبعا أبدأ بهذه القصة لأنها قصة مهمة جدا. ربنا أنعم على سيدي عبد القادر الجيلاني بالحج، وهذا هاتف رباني ما كان تلفاز ولا تليفون مثل اليوم، وكان تلفون رباني وهذه من كرامات الأولياء، أبو مدين من المغرب مع الشيخ رزق فحول العالم بحسب ما أخذنا من معلومات 91 من الرجال الصالحين الأولياء اجتمعوا مع الشيخ ابن عرفات في الحج، ربنا سبحانه وتعالى أنعم على أوليائه إنعاما كبيرا وفيضا ربانيا، أن سلطانكم في الحج، أبو مدين آتى إلى الحج ويوم عرفة سيدي عبدالقادر الجيلاني ألبسهم كلهم خرقة على الطريقة القادرية الشرعية جميعا .

– يعني تبادر إلى ذهني سؤال حول هذا الموضوع خلال قرائتي المتواضعة للتراث الصوفي، عبدالقادر الجيلاني والمغرب هناك رابطة قوية ويعكسه وجود مريديه من الجيلانيين أو الطريقة الجيلانية في المغرب العربي وهو النزوح القديم لعبد القادر الجيلاني إلى الاندلس بعد هجوم التتار على بغداد، يعني ماهي تمثلاتكم التاريخية حول هذا الموضوع؟

حول هذا الموضوع وتكملة للسؤال السابق، بعدما أخذ أبو مدين شعيب الطريقة القادرية الشرعية من الشيخ عبد القادر، جلسوا في مكة 3 شهور، أعطى لهم درس الحديث ثم ذهب مع جميع هؤلاء المشايخ العلماء الأولياء إلى المدينة المنورة وجلسو شهرا كاملا بالمدينة المنورة، فأعطى لهم درسا في تفسير القرآن. لاحظ: أعطى في مكة الحديث، وفي المدينة تفسير القرآن، لأن الوحي تم بالمدينة المنورة، وأما بالنسبة لقضية الروحانيات والتتار والحروب، فإنهم بعدما انتهوا من مناسك الحج ثلاثة أو أربعة شهرا، لم يرجع أبو مدين شعيب إلى المغرب، رجع مع شيخه إلى بغداد وجلس سنتين معه أخذ من هناك درس الظاهر والباطن؛ وهو الذي نقل الروحانيات من الشرق إلى المغرب. جميع الطرق الآن الموجودة في المغرب وإفريقيا، كلها فروع طريقة القادرية، من أبي مدين شعيب ومن الشيخ عبد السلام بن مشيش. أبو مدين شعيب هو سيد حسيني، ولكن الشيخ عبدالسلام بن مشيش رضي الله عنهم أجمعين هو حسني إدريسي، وأنا زرت شفشاون عند السيد علي الريسوني على هامش مؤتمر التصوف الدولي، وجلسنا ثلاثة أيام بشفشاون. ثم أخذ الشاذلي من الشيخ عبد السلام بن مشيش ، والشاذلي أيضا إدريسي حسني، لاحظ كلهم من آل البيت، ولكن بعد وفاتهم غيروا الطريقة القادرية باسم التيجانية، هذا بخصوص الظاهر. أما بالباطن، فعبد القادر الجيلاني بعرفات، بشر أبا مدين شعيب، فقال: يا شعيب، -هناك روايتان- إما قال يمينك أو قال يدك، هذه قصة مهمة جدا، ولما خرج طلابهم سألوا لماذا قال للشيخ كذا وكذا، ما هو الغرض من يمينك أو يدك، فقال: يا ابني أدبا مع شيخه، كيف أنا أسأله، سيأتي وقت يظهر قول شيخي.

ضريح القطب الصوفي عبد السلام بن مشيش بالمغرب

لما صار فتح بيت المقدس، ثلاثة جيوش وفي يوم واحد دخلوا مع بعض، جيش أولاد عبدالقادر الجيلاني وجيش أبو مدين شعيب، وجيش صلاح الدين الأيوبي، ماذا جرى، صارت يده الشريفة في القدس في مقبرة المغاربة عند المسجد الأقصى. وفي باب المغاربة مكتوب: هذا يد القطب أبو مدين شعيب المغربي، موجودة ومؤكدة بالمقبرة ومكتوب عليه مقبرة المغاربة عند المسجد الأقصى. هذه قصة مهمة جدا، حقيقة التصوف طبعا أعطيك مهلة لسؤالك؛ حقيقة التصوف مبنية على الكتاب والسنة كما أمر به السيد عبدالقادر الجيلاني.

– هناك مقولة شهيرة جدا تقول: إذا كان الشرق أرض الأنبياء فإن المغرب أرض الأولياء، تقييمكم للتجربة الروحية والصوفية في بلاد المغرب وماهو إنطباعكم عن هذا الموضوع ؟

لاشك أن مولانا إدريس الأكبر لما هاجر إلى بغداد بوصية والده السيد عبد الله الكامل المحض ابن السيد الحسن المثنى إبن الإمام الحسن ابن الإمام علي، يعني هو من آل البيت، وله سبعة إخوة، أنا ذكرتهم في كتاب نهر القادرية. هذا طبعا أبوهم سيدي عبدالله الكامل المحض، كان بالمدينة، حيث دعاهم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وكانت خدعة منه، فقال هذا أنت من سلالة الرسول وابن عمنا ولابد أن تأتي إلى بغداد وأهل بغداد يحبونك ويقدرونك ويبجلونك، المهم أتى به إلى بغداد وأسكنه بقرية اليوسفية، ثم سجنه، ولكنه علم بأن هذا صار غدرا وصار خيانة ويريد الخليفة الخليفة العباسي قتلهم، فوصى أولاده فقال: يا أبنائي عليكم بالهجرة من بغداد، هذا الخائن الظالم سيقتلكم، وكل واحد من أولاده أشار له بمكان يقصده: إدريس الأكبر إلى المغرب، موسى الجون هو أخوه جد الجيلانيين إلى منطقة بجيلان إيران، يحيى إلى مكة، إبراهيم إلى المدينة، محمد الى تفلالة المغرب. لاحظ كيف وصاهم بالمغرب والثالث سليمان إلى تلمسان، أيضا لأنها تعتبر دول مغربية، هذا من بداية السيد الحسني الأكبر، صار المغرب مكانا للأولياء والعارفين والعلماء، نزل القرآن بالحجاز وقرئ بالمصري وكتب بإسطنبول ولكن عرف معنويا بالمغرب.

ضريح المولاي ادريس الأكبر بمدينة مولاي ادريس بالمغرب

– سعيت منذ سنوات لتأسيس جامعة صوفية تحت اسم سيدي عبد القادر الجيلاني، أين وصل مشروعكم هذا، وماهي أبعاده أو أهدافه؟

مشروعنا كان قد وعد به شخص، وكان قد قُتل، وهو وعدني تقريبا بإنشاء 120 كلية حول العالم بحسب توزيع الدول الإسلامية، ولكن ذلك لم يحصل، التقيت بعدد من روؤساء الدول الإسلامية، لكن لم أصل إلى نتيجة، وأنا تمنياتي إذا سمعني جلالة الملك محمد السادس، وهو ابن عمنا ودائما نحن ندعو له حتى لما مرض قبل سنة ونصف أرسلت رسالة له وأتمنى أن يكون هو أول واحد في العالم وفي التاريخ الإسلامي يؤسس جامعة عبدالقادر الجيلاني للعلوم والتكنولوجيا، وتكون شاملة لجميع العلوم، ومن ضمنهم التصوف، لأنه أساس تزيين الشريعة وتزيين السنة وتزيين القرآن بالتوفيق الحقيقي.

– هل ترى أن التصوف من شأنه أن يشكل عنصرا أساسيا في حوار الثقافات والاديان سواء في العالم الإسلامي أو في العالم بأسره ؟

أولا الأديان لاتوجد، إن الدين عند الله الإسلام، كلمة الأديان كلمة خاطئة، لأن القرآن واضح في هذه المسألة، وجميع الكتب نزلت على الأنبياء والرسل كلهم على الإسلام، هو سماكم المسلمين، سيدنا إبراهيم عليه السلام، كل الأنبياء مسلمون، طبعا تختلف العبادات والشعائر، فهذه سنة كونية.

– هل تستطيع أن تحدثنا عن أوجه الشبه بين التصوف التركي والتصوف المغربي؟

《 التصوف كله واحد سواء أكان تركيا أو مغربيا أو مصريا..》

– لكن مولانا، ألا تظن أن هناك خصوصية للتصوف التركي والمغربي خاصة ومن خلال قرائتي المتواضعة، فإن تركيا في عهد الدولة العثمانية تأسست من خلال إطار روحي لفلسفة ابن عربي وكذلك المغرب..

الشيخ يجيب : أولا، إنّ عثمان غازي وأطول غازي أولاد سليمان شاه، هما طبعا ورثة السلجوقيين الباشتان، هم الذين فتحوا دول الأناضول، يعني تركيا الحالية في معركة ملاذكرد، ثم بعد ذلك الباشتان لما ذهب إلى بغداد، منع القتل والحرب في بغداد، فأخذوها تدريجيا، قال بأنّ هذه بغداد بلد الإسلام والمسلمين، بلد آل البيت، هو الذي أسس جمعية آل البيت السادة الأشراف، وتدريس أولادهم مجانا، ثم خصص لهم راتبا من بيت المال الإسلامي، وأعفاهم من التجنيد الإجباري. بعد هذا إبنه الملك شاه وهذا الملك كان دائما يأتي إلى السيد عبد القادر الجيلاني، يصلي صلاة الجمعة والتراويح، ثم وصى لابنه بوكياروك وعند وفاته وصى بوصية الباشتان لأهل البيت جميعا، وهذا قانون عند العثمانيين.

وأما تصوفهم إلى آخر أيام العثمانيين، فكان تصوفهم على الكتاب والسنة، والآن في يومنا هذا هناك اختلافات، لماذا ؟ لأنه انتهى العلم الحقيقي. فالعلم الحقيقي اذا انتهى ، انتهى التصوف، وتنتهي البركة، وإذا انتهت الحقيقة، ينتهي معها التصوف، وإذا انتهت الروحانيات، انتهى التصوف، لذلك مستقبلا سأحكي لكم عن وصف الشيخ المربي وماهو وصف المريد المتابع للشيخ المربي، الآن هنالك طُرق في تركيا في سوريا والمغرب.. توجد اختلافات بسيطة جدا، لكن كلهم غرضهم لا إله إلا الله.

– المغرب فيه أقطاب صوفية، والكثير من الزوايا والكثير من قبور الأولياء كمولانا عبدالسلام بن مشيش وسيدي أحمد التيجاني دفين مدينة فاس، وسيدي عبد الهادي بنعيسى دفين مكناسة، وكذلك أبو العباس السبتي دفين مراكش… من هم الاقطاب الصوفية في المغرب الذين تأثرت بهم أو أثارو إعجابك؟

أولا أعمامي هم سيدي إدريس الأكبر وسلالته وذريته، وإدريس الثاني ومن ذريته طبعا عبدالسلام بن مشيش ومن ذريته إبن عجيبة المفسر، هؤلاء كلهم أولاد عمي لأن جدي سيدي موسى الجون أخ إدريس الأكبر، يعني سبع إخوة، وبتوزيع من عبد الله الكامل المحض كما قلت سابقا حيث اهتم بالمغرب وأرسل ثلاثة من أولاده، لماذا؟ لأن المغرب يتوسع في إفريقيا كلها، هو لاحظ ذلك وهي ليست ملاحظة وقتية بل بُعد نظر منه وقراءة للمستقبل، بأن المغرب له دور محوري في هذا الموضوع إلى يوم القيامة.

-تقييمكم للحالة الثقافية والروحية في تركيا الشقيقة؟

يعني الصحافة التركية ميالة إلى التصوف وحقيقة التصوف، يعني الحمد لله موجودون، ودائما يجرون معي مقابلات صحفية مثلكم أيها الأحباب، إن شاء هناك بشرى ونتمنى أن يكون هنام تعاون بين الصحافة التركية والمغربية وحتى بين جميع دول المسلمين، وعندما أرجع إن شاء الله سأبلغ سلامكم للصحافة التركية ونرسل مقابلتكم هناك لكي تترجم بالتركية وتنشر في الصحف التركية.

– سؤال أخير فضيلة الشيخ، كيف تنظرون إلى المغرب؟

المغرب هو بلدي وهناك تطور كبير في المغرب من جميع النواحي، وأنا في زيارة دائمة للمغرب منذ 15 سنة، وهناك تطور كبير أي عصري وزمني، وهناك تطور صناعي كذلك، لكن تمنياتي للمغرب ولتركيا ولجميع الدول الإسلامية التطور في كل شيء في الصناعات الحربية وتسهيل الجمرك.

قبل سنتين كنت في زيارة إلى روما ودخلت مكتبة الفاتيكان، وحصلت على عبارة باللغة الايطالية، وأنا لا أعرف الايطالية، وكان معي مترجم سألته عن العبارة فقال لي: عبدالقادر( الجيلانو ) يقول دائما انظروا إلى الأعلى، وتفسير هذه العبارة هي التكنولوجيا والتطور، ولكن اشتغل بجد حتى نال مراده والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من جد وجد، من زرع حصد، هذه العبارة المنسوبة لعبد القادر الجيلاني، دائما تشير إلى الأعلى سبحان الله، وكنت أعمل على تفسير عبد القادر الجيلاني للآيات، ودائما يفسر آيات السماء قبل الأرض وهي عبارة تدل على الآيات القرآنية، لأن المطر من السماء والثلج من السماء والبركة من السماء ، وفي السماء رزقكم وما توعدون، لذلك الشيخ الجيلاني استعمل كلمة واحدة جامعة تدل على كل شيء، ويمكن من هاتين الكلمتين أن نخرج خمس مجلدات، نظرا لدلالتها العميقة في شرح الحاشية.

《 ونتمنى من المغرب أن يمسك قيادته الأصلية في جمع الإسلام والمسلمين، لأنه هو السيد ابن حفيد سيدي رسول الله حفيد سيدنا علي حفيد سيدنا الحسن والحسين لذلك نتمنى له الخير، إبن عمنا جلالة الملك محمد السادس بارك الله له في عمره وبلده وذريته ان شاء الله، ونتمنى أن يكون هو الوسيلة لجمع أمته على كلمة واحدة.》

https://anbaaexpress.ma/2nrgg

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى