آراء
أخر الأخبار

الثعلبة العجوز الماكرة

كانت تعيش في غابة نائية مع أسرتها، وتناهى إلى سمعها أن حفلا سيقام في غابة مجاورة، فشدت الرحال على وجه السرعة، وأخذت لها مكانا بين الحاضرين، ولم تمض إلا لحظات حتى وجدت ضالتها، فاقتربت منها، وحاولت جاهدة استمالتها بكلام طيب، وحدثتها عن نفسها وظروفها، وأنها جاءت تبحث عن الاستقرار، وهي مستعدة لخدمة من يحتضنوها..

هنا ابتلعت رفيقتها الطعم، فقالت وهي تحدث نفسها، لم لا تكون هذه زوجة لابني؟ وتصادف هذا وحضور ابنها، فعرفتها عليه، وتمضي أيام قلائل، وتأتي الثعلبة لزيارة رفيقتها والمكوث معها، ويتكرر الأمر مرات عديدة، وبعد أن أخبرت الأم ابنها بالثعلبة الضيفة على الغابة، وافق على اقتراحها، فتزوجها، وأنجبت مولودا ومولودة، واستطاعت بدهائها وتعاطيها للشعوذة أن تسيطر على زوجها وأسرته، وأن تجعلهم في خدمتها وتنفيذ مطامحها، ولم يقتصر فعلها على أسرتها الصغيرة، بل حاولت السيطرة على كل من حولها، بما فيهم الأسرة الأولى التي حلت ضيفة عليهم قبل ملاقاة أم زوجها..

وبعد أن شاع غدرها وسرقاتها المتكررة وشعوذتها، غادرها زوجها فارا بجلده، وأصبحت منبوذة، ومكثت مدة ليست باليسيرة، ثم عادت من حيث أتت، وضيعت كل شيء جراء سوء عملها، نادمة على ما اقترفت في حق من آووها وأحسنوا ضيافتها ووفادتها، وعلمت أن الخير بالخير، والشر عاقبته إبعاد وحرمان من نعم لا تعطى مرتين.

https://anbaaexpress.ma/zzi81

شكيب مصبير

كاتب وفنان تشكيلي مغربي

‫2 تعليقات

  1. قصة مميزة جدا وتتصرف على ان لا يعطى الأمان لأي أحد ويجب توخي الحذر
    شكرا جزيلا استاذ شكيب موصبير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى