إيمانويل و زوجته كريستين و بنتهما الوحيدة لية يعيشون في ضيعة بضواحي المدينة، ذات يوم خرجت بنتهما لية لحديقة بيتهما، فإذا بها تعثر على حشرة لونها شديد البياض، فحملتها بسرعة و دخلت البيت فوجدت والديها جالسين في الصالون يتناولان بعض المكسرات و يشربان كوبين من القهوة، فسلمتهما تلك الحشرة و هي في قمة الفرح و السعادة.
فانتفض والديها مرعوبين مما شاهدا، و من محاسن القدر أن رن هاتف إيمانويل فأجاب صديقه باتريس الطبيب البيطري، و دون أن يعرف سبب المهاتفة حكى له ما جرى مع بنته لية، فأخبره أن ذلك النوع من العقارب غير مؤذي و لا يحتاج لحقنة و لا أي دواء مضاد، و أخبره بأنه أمام باب الضيعة..
فأذن له بالدخول، و لما جلس معهم بالصالون أعجبته العقربة و أخبرهم بأنها من نوع نادر و يمكن تربيتها بجعلها تتجول داخل البيت، فسألته لية عن نوع الطعام الذي تحبه؟ فأخبرها أن طعامها هو الحشرات و العقارب، فاقترحت عليه أن تطعمها عسلا بما أنها حديثة الولادة كما أخبرها باتريس..
فقال لها جربي ربما تنجح التجربة، و بالفعل أصبحت تطعمها عسلا، و أصبحت طوافة في البيت و في غرفة لية، تجدها مرة فوق رأسها أو فوق كتفها أو فوق أصبع من أصابع يديها، و الجميع في الضيعة فرح بها لما أدخلته عليهم من السعادة..
و تمضي الشهور حتى فوجئت لية بها ذات صباح أن لونها أصبح يميل للون الرمادي، و لم تمض ساعة حتى أصبح لونها أسود ناصع، فأخبر إيمانويل باتريس بما جرى فحذره من الاقتراب منها لأنها أصبحت خطرا على حياتهم.
ففي اللحظة التي انتهى من المكالمة سمع صوت صراخ بنته لية، فاتجه مسرعا نحوها، فوجد العقربة ميتة و لسعة على يد بنته و هي خائفة مما وقع، وفي تلك اللحظة تدخلت كريستين بصفتها ممرضة و قامت بالواجب و نجت بنتهما من موت محقق، و قالت لية لوالديها: العقربة تبقى عقربة و لو أطعمناها عسلا كل يوم!!!؟؟؟
