عندما تقترب الانتخابات، تتزايد نسبة التصريحات الحادة، تكثر الجلسات، تبرمج الخرجات، يتم إحياء الليالي والموائد العلنية والسرية، يتم إطلاق الوعود هنا وهناك، تنفد الطلبات ما أمكن، يتم النبش في الاخفاقات والتجاوزات الشخصية والعائلية وهكذا.
البعض يلعب أكثر، لكن لعبه يكون بالنار. حيث يتم الزج بالمواطن البسيط في لعبة قدرة اسمها إما أن نكون أو نحرك من لا يفقه في السياسة كثيرا، مستغلين فراغ الوعي، وظروفا يشهد الجميع على ضرورة الدفع بها للإمام بهدف تحسينها وفي كل شيء.
لكن، بيد أن النصيحة التي سنقدمها لمن يعتقد واهما أنه من الفاعلين السياسيين أو الجمعويين أو الإعلاميين، نصيحة اسمها أننا في هاته البلاد، في سفينة واحدة، وسط محيط إقليمي ودولي هائج لأقصى الحدود، وهناك من يسعى جاهدا لإفشال طموح البلاد ككل، وذلك بزرع التيئيس وتجييش المعاناة.
لذا، من أخلاقيات التدافع السياسي، هو أن تكون واعيا ناكرا للذات، محبا للخير. أما الدلو الفارغ الذي لا يزال يترصد خطوات وطنية الصفاء، نقول لهم جميعا، نحن مع الوعي الذي يطابق الحقوق مع الواجبات في إطار التعاضد وليس الاستغلال والوصولية الانتهازية وبأي ثمن!