وجه المفكر والوزير السابق عبد الله ساعف انتقاداً لاذعاً للمشهد السياسي المغربي، معتبراً أن منطق “التبزنيز” والصفقات الاقتصادية هيمن على الساحة، فيما تراجعت السياسة والأخلاق إلى مستويات غير مسبوقة، محذراً من اختزال البرامج العمومية في رهانات ظرفية مرتبطة بمونديال 2030.
ساعف، في مداخلته بالملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، استعاد مسار السياسة المغربية منذ حكومة التناوب سنة 1998، التي اعتبرها لحظة استثنائية أعادت السياسة إلى الواجهة، قبل أن تعود الكفة تدريجياً لصالح التكنوقراط ورجال الأعمال، وصولاً إلى مرحلة الربيع العربي التي فجّرت أسئلة السياسة وأفضت إلى دستور 2011 وصعود العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة.
غير أن المرحلة الراهنة، في نظره، تمثل “الحد الأدنى من السياسة”، حيث باتت المشاريع الكبرى والطموحات المرتبطة بكأس العالم 2030 تهمش الأحزاب، فيما انكمش النقاش العمومي، وتراجعت النخب التاريخية، وصعدت فئة “أصحاب الهمزات” الذين يحكمون منطق الريع والصفقات.
ساعف شدد على أن قوة الدولة لا تعني محق الفاعلين السياسيين، داعياً إلى إعادة الاعتبار للسياسة عبر تعزيز المصداقية واستعادة النفس الأخلاقي الذي برز مع لحظة 2011.
وختم متسائلاً: “هل سيتوقف تاريخ المغرب عند كأس العالم 2030؟ أم أن السياسة ستظل رهينة التبزنيز بلا أفق أبعد؟”.