استياء شعبي عارم.. ماذا يقع في الجزائر المشاكل لا تنتهي، النظام العسكري يومياً يحاول إثارة الإنتباه، وخلق الفتنة بين الشعوب، مهمته الرسمية هي الاحتجاج والتنديد، وإثارة النزعات.
في خطوة مفاجئة وغريبة، يغيب رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم، “وليد صادي”، الذي هو في نفس الوقت وزير الرياضة، عن مراسم حفل سحب قرعة كأس أمم أفريقيا، التي ستقام في المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.
وقد جرت فعاليات الحفل الإفريقي، مساء يوم الاثنين في مسرح محمد الخامس، بالعاصمة الرباط مدينة الأنوار.
في الوقت الذي شارك جميع رؤساء اتحادات الدول الإفريقية، الذين يمثلون بلدانهم بكل فخر واعتزاز في هذا العرس الإفريقي الرائع، وبمشاركة عدد من أساطير ورموز كرة القدم الإفريقية، تغيب الجزائر، وترسل المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش من أجل أن يمثل الجزائر وشعبها في حفل قرعة كأس أمم إفريقيا 2025.
لكن هذا الأمر لم يمر مرور الكرام، بل خلق ضجة وسخط في صفوف الشعب الجزائري وجدل واسع في مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك بسبب غياب أي تمثيل رسمي من دولة الجزائر.
هذه الخطوة المراهقة، والغريبة تطرح عدة تساؤلات، التي توضح مرة ثانية، أزمة السياسة الجزائرية وحقدها الدفين على أي نشاط دولي يتم تنظيمه في المملكة المغربية، فكيف يعقل أن ترسل الجزائر شخص أجنبي لتمثيل المنتخب الوطني ويمثل شعبا بأكمله يقدر بـ 40 مليون نسمة ؟.
للإشارة، فقد أصبح يظهر الآن جليا بأن الجزائر أصبحت في المنحدر عند الحافة، بسبب سياستها الفاشلة، حيث تعرف الجزائر تراجع غير مسبوق ومستمر على جميع الاصعدة، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وكذلك الرياضي بالإضافة إلى الفشل الدبلوماسي الكبير الذي تعيشة البلاد، أصبحت دولة معزولة، جميع الدول تحاول تجنبها وتفادها.
وجدير بالذكر، أغلب الدول الإفريقية، تشهد الآن طفرة وتطور ومصالحة مع نفسها، وانفتاح عن التجارب ذات المصداقية الهادفة للتنمية المستدامة، والمغرب نموذجا الذي برهن للعالم عن صدق المعاملات وبأنه استطاع أن يصبح قوة صاعدة بكل المقاييس، المغرب بلد المؤسسات يحترم نفسه ويحترم دستوره ويحترم شعبه.
رجوعا إلى غياب “وليد صادي”، عن مراسم قرعة كأس أمم أفريقيا 2025 بالرباط، أولا كيف يعقل تعيين وليد صادي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم ووزيرا للرياضة، هذا يعتبر في حد ذاته تناقضًا مع النصوص الجاري بها العمل في جميع الدول، حيث تصبح السياسة هي التي تتحكم في الرياضة، وليس العكس وهذا دليل آخر وقاطع عن سيطرة النظام العسكري الجزائري على جميع القطاعات الحيوية.
في هذا السياق، هناك من سيقول بأن “فوزي لقجع” رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم هو كذلك وزير، لكن هناك فرق كبير، لقجع رئيس إتحاد الكرة المغربية ليس وزيرا للرياضة ولا دخل له في هذا القطاع هذا هو الفرق، للإشارة رؤساء الاتحادات الكروية يجب أن يكون مستقلين.
وليد صادي بعد هذا التعيين المشبوه من طرف تبون داخل الرياضة الجزائرية، التي توالت عليها النكسات، أقحمها بأمور السياسة والدولة وخلق أزمات عديدة خصوصا مع المغرب، وذلك بتعليمات النظام العسكري وبقبعة سياسية.
لهذا يجب الإشارة، بأن هناك فرق كبير بين المملكة المغربية الشريفة العتيقة العريقة، وعصابة النظام العسكري الفاسد بالجزائر المستبد.
المملكة المغربية تحاول دائماً الحفاظ عن العلاقات بين الدول وخصوصا دول الجوار، لهذا جلالة الملك محمد السادس، يبقي اليد ممدودة إلى الجزائر، ويحترم الشعب الجزائري بشكل كبير ودائم.
حيث قال العاهل المغربي في إحدى خطابات عيد العرش: “نسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين”.
مؤكدا جلالته قائلا إن “العلاقات بين المغرب والجزائر هي علاقات مستقرة، نتطلع إلى أن تكون أفضل.. وبأن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء، وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا”.
خطاب جلالة الملك دائماً هو بمثابة خطاب الحكمة وخطاب إنعاش الذاكرة والتنمية بين الشعبين، عكس النظام العسكري الجزائري الحاقد على كل شيء.. حتى على نفسه.