تتزايد المؤشرات الدولية على تعثر مشروع “ذا لاين” في نيوم
الذي روّج له ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كمدينة مستقبلية
تمتد على 170 كيلومترًا في قلب الصحراء وتستوعب 9 ملايين نسمة دون سيارات أو انبعاثات
فبعد سنوات من الدعاية المكثفة تكشف تقارير غربية عن أن المشروع يواجه عقبات مالية وفنية وسياسية تهدد استمراره
صحيفة الإندبندنت نقلت عن مسؤول سعودي مشارك في منتدى استثماري بالرياض قوله إن المملكة “أنفقت مبالغ طائلة” وإن المشروع اندفع بسرعة غير مدروسة
مشيراً إلى “عجز في الميزانية” وضرورة إعادة ترتيب الأولويات
وفي السياق نفسه أكدت فايننشال تايمز أن السعودية أنفقت نحو 50 مليار دولار دون أن يتجاوز العمل مرحلة الحفر والأساسات
بينما جرى تقليص وحدات المدينة الخطية من 20 وحدة إلى ثلاث فقط
وهو ما اعتبره خبراء مؤشراً على عدم جدوى المشروع اقتصادياً
ويرى معماريون شاركوا في التصميم أن الفكرة اصطدمت بحدود الفيزياء والتكلفة
مشيرين إلى أن الكميات المطلوبة من الفولاذ والخرسانة والواجهات الزجاجية تتجاوز قدرة السوق العالمية
وكشف موظفون سابقون أن بناء الوحدات الأولى كان سيتطلب إنتاج إسمنت يفوق الإنتاج السنوي لدولة مثل فرنسا
إضافة إلى استهلاك 60 بالمئة من الإنتاج العالمي للصلب الأخضر
كما أن الموقع يعاني من ضعف البنية اللوجستية إذ لا يتوفر سوى ميناء صغير على بعد 80 كيلومتراً
وطريق واحد يصل الورش بالموقع ما يزيد من تعقيد عمليات التوريد
ومع تقلص المشروع إلى ثلاث وحدات فقط تتضاءل فرص تحقيق “الكتلة السكانية الحرجة”
التي كانت شرطاً أساسياً لجذب المستثمرين الأجانب والمقدرة بين 300 و500 ألف ساكن
وتعكس هذه التطورات فجوة متزايدة بين الرؤية الطموحة التي قُدمت للعالم
والواقع المالي والتقني الذي يضغط على مشروع يُعدّ ركيزة أساسية في رؤية السعودية 2030



