لم تفوّت الجزائر فرصة استغلال الإحداث الأخيرة في المملكة المغربية لتهاجم جارتها الغربية في محاولة يائسة لتشويه صورتها، أملاً في إضعافها على الساحة الإفريقية، خصوصًا مع اقتراب تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 (الكان).
غير أن هذه المناورة سرعان ما انقلبت رأسا على عاقب ضد النظام الجزائري نفسه، الذي أظهر من خلالها ارتباكه، وعزلته الدولية، وهشاشته الداخلية.
الحراك الاجتماعي في المغرب.. ظاهرة صحية
خلافًا للدعاية الجزائرية التي أكل الدهر عليها وشرب، فإن التحركات الاجتماعية في المغرب تمثل مؤشرًا على الحيوية السياسية والنضج الديمقراطي داخل المملكة.
فالمواطن المغربي يُعبّر عن رأيه بحرية، ويحتجّ في إطار القانون والنظام، دون قمع أو ترهيب، في جوٍّ من الهدوء والمسؤولية يعكس ثقة المجتمع في مؤسساته.
بل إن عدد الإضرابات والتحركات الاجتماعية بالمغرب يفوق نظيره في عدد من الدول الأوروبية، وهو ما يؤكد أن التعبير السلمي عن الرأي أصبح ممارسة طبيعية ومحمية.
أما في الجزائر، فالمظاهرات ممنوعة تمامًا، وذاكرة نظامها ما تزال مسكونة بشبح حراك 2019، إذ يُقابَل أي تحرك شعبي بالقمع والاعتقال والملاحقة القضائية.
حالة ذعر في الجزائر بسبب «GenZ213»
عندما انطلقت دعوات بعض الشباب الجزائريين عبر مواقع التواصل تحت لواء حركة GenZ213، ساد الهلع في دوائر السلطة الجزائرية.
فقد خشي النظام أن تنتقل العدوى إلى الداخل الجزائري، فسارع إلى نشر الجيش في كبريات المدن، وتشديد المراقبة في الجامعات والأحياء، في مشهد يعكس الخوف المزمن من أي حراك شعبي مستقل.
في المقابل، لم يشهد المغرب أي تدخل أمني استثنائي، ما عزز صورته كدولة واثقة ومستقرة.
استغلال فاشل لقضية «الكان 2025»
لم يتوقف الارتباك الجزائري عند هذا الحد، بل حاول النظام استغلال هذه الأحداث للمطالبة بـ نقل تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 من المغرب إلى الجزائر.
لكنّ الرد جاء صاعقًا بلسان رئيس الكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم، باتريس موتسيبي لرئيس الاتحاد الجزائري وليد صادي بجملة لا تُنسى: «المغرب هو الخيار رقم 1، و2، و3».
هذه العبارة التي انتشرت على نطاق واسع، جسّدت خيبة الأمل الجزائرية، وأبرزت الفارق بين بلد يراكم النجاحات وآخر يراكم الخيبات.
المغرب يرسّخ موقعه كقوة إقليمية صاعدة
بينما تغرق الجزائر في دعايتها العقيمة وفي ازماتها على جميع الأصعدة، يواصل المغرب تعزيز مكانته الدولية بثبات.
فخلال الأسابيع الأخيرة، توالت الأخبار الإيجابية:
• البنك الدولي قرر إنشاء مكتبه الإقليمي لشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المغرب.
• الاتحاد الأوروبي أكد قانونية استيراد المنتجات الزراعية والبحرية من الأقاليم الجنوبية المغربية.
• الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اختار المغرب مقرًا قارِّيًا له على مستوى إفريقيا والعالم العربي.
زد على ذلك ان والمملكة تستعدّ لاحتضان كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال وهو الأمر الذي يغيظ الطغمة العسكرية بالجزائر التي باتت شغلها الشاغل المملكة عوض ان تنكب على معالجة مشاكلها التي لا تحصى.
كل ذلك يعكس ثقة المجتمع الدولي في استقرار المغرب وقيادته الرشيدة.
عزلة الجزائر تتعمّق
النظام الجزائري يزداد عزلةً وتخبطًا، بعدما فشل في كسب ثقة شعبه وشركائه الدوليين.
تغيب الرؤية، وتغيب المؤسسات القادرة على الحوار، ليبقى صوت الدعاية هو الأعلى.
وفيما يُواصل المغرب تقدمه كـ نموذج للاستقرار والانفتاح والتوازن، تغرق الجزائر في خطاب المؤامرة والتبرير.
تكشف هذه الأحداث عن حقيقة واضحة:
حيوية المغرب تُقلق الجزائر. فما تعتبره الجزائر «اضطرابًا»، يراه العالم دليلًا على نضجٍ ديمقراطي وطمأنينةٍ مجتمعية.
وبينما يختار المغرب طريق البناء والريادة، تواصل الجزائر الدوران في حلقة الخوف والانغلاق.





تعليق واحد