في ظل التوترات التي أحدثتها السياسات الحمائية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تسعى إسبانيا بقيادة بيدرو سانشيز إلى توسيع تحالفاتها الاستراتيجية عبر جولة دبلوماسية تشمل تشيلي والأوروغواي وباراغواي، بهدف تسريع المصادقة على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركوسور (الأرجنتين، البرازيل، الباراغواي، الأوروغواي).
الاتفاق، الذي أُبرم مبدئيًا في ديسمبر 2024، من شأنه أن يخلق منطقة اقتصادية تتجاوز 700 مليون نسمة وتمثل قرابة 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويتيح إزالة رسوم جمركية بقيمة تصل إلى 4 مليارات يورو سنويًا.
ومع أن الاتفاق يلقى دعماً من إسبانيا وقطاعات أوروبية عديدة، إلا أن معارضة قوية من المزارعين الفرنسيين والإيطاليين والبولنديين تهدد بتأخير التصديق الكامل عليه، بسبب المخاوف من تدفق منتجات زراعية غير مطابقة للمعايير الأوروبية.
في المقابل، تحاول بروكسل طمأنة هذه الأطراف من خلال آليات حماية مرنة تشمل واردات اللحوم والسكر.
ورغم عدم تصديق أي دولة أوروبية على الاتفاق حتى الآن، تراهن مدريد على تعزيز نفوذها في أمريكا اللاتينية وتقليص الاعتماد الاقتصادي على واشنطن، وسط تحركات حثيثة لتجاوز الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي وضمان توازن بين الانفتاح التجاري والحماية البيئية والاجتماعية.