الشرق الأوسطتقاريرمجتمع
أخر الأخبار

غزة بعد 471 يوم من الإبادة.. فرحة ودموع وآمال بتنفيذ بنود الاتفاق بسرعة

مواطنون في غزة هرعوا فور سريان الهدنة، لدفن جثث الشهداء الملقاه على قارعة الطرق، ودفن الجثث المتحللة في كل زاوية

إعداد: نسرين موسى 

بعد 471 يوم من الإبادة، والدمار، والنزوح القسري، والمجاعة، شهد قطاع غزة في 19يناير 2025يوم الأحد صباحاً، بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، برعاية أمريكية مصرية قطرية.

خرج المواطنون من خيامهم وأماكن نزوحهم إلى الشوارع، قبل الساعة المحددة لبدء التهدئة، واستعدوا للذهاب إلى الأماكن المسموحة من قبل الاحتلال، حيث لاتزال هناك أماكن تم تحديدها أنها لا تزال نقاط حمراء، في مدينة رفح وغزة .

حزم كثير من النازحين أمتعتهم ، دون معرفتهم إن كانت بيوتهم موجودة، أو ردمها الاحتلال وساواها بالأرض.

مشاعر شوق وحنين ودموع فائضة شهدها قطاع غزة بأكمله.

مواطنون في غزة هرعوا فور سريان الهدنة، لدفن جثث الشهداء الملقاه على قارعة الطرق، ودفن الجثث المتحللة في كل زاوية.

وتفاجأ آخرون فور دخول بيوتهم وجود جثث متحللة للشهداء داخلها، بمناظر تقشعر لها الأبدان.

ومع فرحة النازح الفلسطيني بعودته، وانقشاع نار الحرب، حتى على سبيل وقف وليس انتهاء دائم، إلا أن الجرح لم يلتئم لأن كل البيوت ومعالم المدن عبارة عن خراب ولا يوجد أي شاهد من شواهد المدن يدلل على عناوينها التي حفظها سكانها منذ الصغر.

معظم النازحين الذين هرعوا إلى تفقد بيوتهم عادوا إلى أماكن نزوحهم التي نزحوا إليها في الحرب، لأن بيوتهم أصبحت كومة ركام، ولا يوجد أي مصدر للمياه في المناطق التي تركها الاحتلال الإسرائيلي أو مقومات للحياة.

و سبب الفرحة في قطاع غزة بوقف إطلاق النار، هو النجاة من موت مُحتم من طائرات حربية لا تنفك عن إطلاق الصواريخ، وانتهاء المجاعة، والأمل باسترداد الحياة.

وينتظر المواطنون تنفيذ الأطراف التي أشرفت على الاتفاق للوعودات من تحسين المعيشة بما يتناسب مع آدميتهم التي تم تغييبها بالحرب البشعة، والعمل على إيوائهم وإدخال المساعدات الإغاثية من خيم أو كرفانات لأصحاب البيوت المهدمة.

وبذلك يطوي المواطن الفلسطيني اليوم حياة الحرب والخوف الذي لازمه منذ السابع من أكتوبر عام 2023، وينتقل إلى رحلة حياة أخرى شاقة دون بيت وذكريات، رغم شعوره بالأمان بانتهاء عام وأكثر من الخوف، والترقب، والكوابيس، والمجاعة.

وختاما يمكن القول، اليوم شعوري في خيمة نزوحنا تغير عن ما كان مدة عام وأكثر من الشهور.

في السابق كانت الخيمة مرتبطة بالخوف، بالترقب، بالكوابيس، بالمجاعة.

اليوم تلاشى الخوف وإنتهت الكوابيس، وانتهت المجاعة وتسرب شيئا من الشعور بآدميتنا أن الحياة من حقنا.

تمنيت أن أتركها قريبا وأعود إلى غزة إلى شقتنا في برج السوسي وأستريح من وجع الحنين لذكرياتي، لحياتي التي كانت.

لكني تفاجأت بفيديو دمار برجنا وسأعود لحياة الخيمة من جديد.

أيوجد بؤس أكثر من هذا.
فرحتي باتت منقوصة .

* كاتبة وصحافية فلسطينية من غزة 

https://anbaaexpress.ma/wqa1s

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى