
رحبت جمعية منتدى إبن رشد للصداقة الأندلسية المغربية بالخطوة الكبيرة التي إتخذتها حكومتا إسبانيا والمغرب لإرساء الأسس لتجاوز مرحلة أخرى جديدة نحو آفاق أرحب، من خلال الإجتماع رفيع المستوى الذي سيقام في العاصمة المغربية الرباط يومي 1 و 2 فبراير 2023.
وقالت الجمعية من خلال بلاغ توصلت به أنباء إكسبريس، إن تحقيق هذا الإجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا هو في حد ذاته لا يعني التغلب على الصعوبات والخلافات والمشاكل الثنائية القائمة، فهو ليس حل سحري بل هو إنشاء الإطار المناسب لحلها.
وبحسب بلاغ جمعية الصداقة الأندلسية المغربية، فإن “الخلافات القائمة بين المغرب وإسبانيا في النظام التاريخي الإقليمي والإقتصادي والسياسي والأمني لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال الحوار والتوافق القائم على الولاء والصداقة والثقة المتبادلة التي لا تنقض، والحوار ممكن فقط بالجلوس للتفاوض.
وأضاف البلاغ، “علمنا التاريخ أن التحديات واختبارات القوة، حتى عندما تكون تطلعات ومصالح الطرفين مشروعة، لا تؤدي إلى حلول مستقرة، ويضيف أن ما يبدو اليوم قد حسم بفرض أحادي الجانب، سيكون غدًا هشًا ومصدرًا لأزمات جديدة”.
ويضيف المصدر نفسه المغرب وإسبانيا يواجهان التحدي الأكبر في تاريخهما، توحيد الإرادات والوسائل والجهود لبناء مستقبل متين سيكون المرجع الإستراتيجي الرئيسي للتعاون الأوروبي الأفريقي.
كما تؤكد الجمعية في بلاغها على أن “مستقبل رفاهية شعوب المنطقة يعتمد على توطيد العلاقة الإيبيرية المغربية التي يشكل المحور الثنائي بين إسبانيا والمغرب حافزًا لها وعنصرها الدافع”.
وعلى الرغم من التاريخ المشترك والقرب الجغرافي والتحديات التي يجب أن يواجهها كلا البلدين، فإننا لسنا ملزمين بفهم بعضنا البعض، لهذا من الضروري، يضيف البلاغ، على ضفتي المضيق فرض الإرادة من خلال الحوار والتفاهم والبحث عن حلول مشتركة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا بسخاء ورؤية للمستقبل، أما البديل الآخر وهو أن يدير المرء ظهره ويولد أزمات دورية لا يؤدي إلا إلى الركود وإفقار مجتمعينا.
ويختتم البلاغ، “المخططات القديمة للعالم ثنائي القطب، المتمحورة حول الذات والازدواجية الحصرية، أظهرت تاريخ إنتهاء صلاحيتها، إن انتخاب الفرق الوزارية المفاوضة بالمشاركة الشخصية لرئيس الحكومة الإسبانية ورئيس الحكومة المغربية، هي رسالة قوية موجهة إلى إدارتي البلدين، وإلى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لبناء مستقبل مشتركا معا من الرخاء والرفاهية لبلدينا”.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية منتدى إبن رشد للصداقة الأندلسية المغربية، يترأسها الكاتب والشاعر والناقد الإسباني خوسيه ساريا، وهي ككيان غير حكومي وغير هادف للربح وولدت من رحم المجتمع المدني في المغرب وإسبانيا، وتم تأسيس المنتدى من قبل مجموعة من المبدعين وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال والصحفيين والمفكرين وكذلك المواطنين لتعزيز روابط التفاهم بين كلا الشعبين بغض النظر عن الظروف السياسية أو الدبلوماسية التي قد تميز حكومتيهما.
ويأتي هذا من أجل تعميق روح الإنسجام والتعايش التي سادت منذ قرون بين الأندلس والمغرب، وبالتالي بين المملكتين المتجاورتين على جانبي ضفتي المضيق.