آراءسياسة
أخر الأخبار

قصة فرانكنشتاين.. والنظام السوري

كان النظام الأسدي جثة تنتظر الدفن في حراسة ضابط روسي وممرضة إيرانية وحارس أمريكي ومراقب تركي، ثم شاء الله أن تولد فرصة عجيبة؛ بين غرق الروس في الوحل الأوكراني، وقطع رأس الذنب الإيراني حزب الله في لبنان، ومعه أذرع الأخطبوط الفارسي الذي التهم أربع عواصم عربية

في خطبتي للجمعة بتاريخ 31 يناير من عام 2025 م في مونتريال ـ كندا كانت بعنوان مثير: هل انتصرت غزة؟ في هذه الخطبة تناولت مقاييس النصر والهزيمة وماحدث في غزة فقلت أفضل مايمكن استحضاره قصة اسماعيل الذبيح ماهيأ لخلاص سوريا (بلدي) من أعتى ديكتاتورية عرفها القرن؛ تناولت ثلاثة أجيال لمدة ستين عاما من البؤس والقتل والتشرد والدمار المريع.

وهنا قمت بالاستشهاد من تاريخنا بغزوة مؤتة في إمكانية فهم الاستراتيجية الناجحة التي قام بها خالد بن الوليد مانجا بها جيش المسلمين من مذبحة كاملة أمام جيش عرمرم من جنود بيزنطة ومن تحالف معهم من أعراب الجزيرة؟ فما الذي جرى فعلا في في هذه المعركة؟

هنا نقرأ لمحات من عبقرية القائد خالد بن الوليد الذي لم يعرف الهزيمة في تاريخه، وأنا شخصيا زرت قبره في حمص حيث يقف الإنسان بتاثر أمام لوحة نقلت عنه في لحظاته الأخيرة: (لقد خضت مائة زحف وليس في جسدي موضع إلا وفيه أثر من طعنة رمح ونصل سيف وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء).

نفس هذا القائد خاض لاحقا أعظم معارك التاريخ في وجه بيزنطة (معركة اليرموك = 15 هجري الموافق 636 م) التي يعتبرها جوزيف داهموس في كتابه أعظم معارك القرون الوسطى (ترجمة فتحي الشاعر ـ الكتاب الألف الثانية رقم 41) حيث هزمت بيزنطة وسقطت دمشق لاحقا، كما ينقل عن هرقل وهو يودعها بكلماته: وداعا يادمشق وداعا لالقاء بعده؟ هذا القائد هو نفسه من هزم المسلمين أيضا في معركة أحد أيضا.

وبعد سقوط دمشق رسخت مملكة الأمويين قرابة مائة عام (إذ حكموا من سنة 41هـ  (662م) إلى 132 هـ  (750)وكانت عاصمةُ الدَّولة في مدينة دمشق فيها بلغت الدَّولة الأُمويَّة ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك؛ إذ امتدت حُدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً.

وتمكنت من فتح إفريقية والمغرب والأندلُس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.) حتى أسقطها العباسيون.

تابعت الخطبة أن ماحدث في الشرق الأوسط يذكر بتساقط أحجار الدومينو؟ وكيف استغلها الشرع (الجولاني) الذي كان يهيء نفسه خلال عمل دؤوب استغرق خمس سنوات في منطقة ادلب المحاصرة ليقفز فينهي نظام الأسد الطائفي البغيض في 11 يوما؟

ويمكن أن أقول أن الله اصطفى هذا الرجل لخلاص أمة؟ مع هذا فمهما ينتهي أمر هذا الرجل فقد سجل اسمه في التاريخ أنه منقذ سوريا من أعتى ديكتاتورية؟

مايذكر بكرومويل البريطاني الذي انهى الحكم المطلق في بريطانيا عام 1649 بعد أن قطع رأس الملك تشارلز الأول ورسخ البرلمان الذي أصبح بمثابة الفرامل أمام الحكم المطلق، ومع أن عظام كرومويل نبشت وألقيت إلى المزبلة (كما جاء في كتاب المائة الأعظم في التاريخ ـ مايكل هاردت) ولكن يبقى اسمه نجما لامعا في تاريخ بريطانيا والتاريخ الإنساني؟ وكذلك الحال مع الشرع أيا ستكون نهايته؟ مع هذا فهناك تخوف أن ينكس الوضع كما حدث في اليمن وليبيا ومصر والعراق لكنني استبعده لثلاث اعتبارات: (1) عظم التضحية من مقتل أكثر من مليون (نحن فقدنا أحد أفراد عائلتنا قتله قناص) وفرار نصف سكان سوريا تحت وقع 82000 برميل حول المدن إلى ركام.

مما يذكر بقول ثعلب سوريا الحوراني قبل وفاته في الأردن هاربا أن مملكة (النصيرين = العلويين) هذه لن ينقضي أجلها ويبقى حجر على حجر في سوريا وهو ماكان فصدق وهو الكاذب. (2) ثم ليس ثمة مؤسسة عسكرية كما كان الحال في مصر التي  أتت بعسكري أسوا ممن سبقوه، وتم قتل المرسي رحمة الله عليه، (3) والعنصر الثالث هو الذئب التركي المراقب للوضع السوري؟

كان النظام الأسدي جثة تنتظر الدفن في حراسة ضابط روسي وممرضة إيرانية وحارس أمريكي ومراقب تركي، ثم شاء الله أن تولد فرصة عجيبة؛ بين غرق الروس في الوحل الأوكراني، وقطع رأس الذنب الإيراني حزب الله في لبنان، ومعه أذرع الأخطبوط الفارسي الذي التهم أربع عواصم عربية فاختنق بتناذر اللقمة (Chocking Syndrom)  ومعها انهيار آلة الأسد الدموية بعد طول معاناة.

وهنا تذكرت قصة فرانكنشتاين التي روتها ماري شيللي منذ القرن التاسع عشر عن انسان فرانكنشتاين  (Frankenstein) حيث قام طبيب بأخذ أجزاء من أجسام شتى (في عقابيل حادث مروع قضى على عصبة من الرجال) ووصلها ببعض وضربها بالكهرباء (كانت الموضة يومها أن الكهرباء تعمل كل شيء) فقامت تسعى وهي ضد الحياة، مما دفع نفس الطبيب في النهاية أن يقتل هذا الكائن لأنه ضد الحياة كما فُعل مع النعجة دوللي لاحقا.

كان النظام الأسدي يتكون (مثل قصة فرانكنشتاين) من نصفي كرة مخيتين من آل الأسد ومخلوف، والعمود الفقري من ضباط علويين (نصيريين)، وقلب نابض من الطائفة (النصيرية) باستثناء أفراد لا وزن لهم حتى نتجنب التعميم، أما العضلات والعظام فأبناء الأقليات (خليط مشوش مستخدم بالمال والهراوة) ويغلف هذا الكائن جلد اسمه حزب البعث الحاكم أما الفم والأنف ومراكز التصويت فالفنانيين الكذابين ورجال الدين المستخدمين مثل البوطي وكفتارو وحسونة بدون حسن أما مساحيق التجميل فهي عملية تبرع فيها النساء قامت بها حركة القبيسيات النسوية؟

هذا هو تقريبا مختصر خطبتي رقم 69 من سلسلة خطب الجمع في مونتريال كندا. قمت بتوزيع الخطبة على المهتمين كما يمكن سماعها في قناتي بعنوان رحلتي في عالم الطب والفكر. هذه الخطبة حركت ردود فعل مختلفة منها ما جاءني من زميل طبيب يعمل في مونتريال وليس الوحيد تحتاج مقالة مستقلة؟

https://anbaaexpress.ma/wkln4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى