في تحول استراتيجي لافت، وقعت تركيا والمملكة المتحدة يوم 23 يوليوز 2025 مذكرة تفاهم أولية لشراء 40 مقاتلة أوروبية من طراز Eurofighter Typhoon، في إطار جهود أنقرة المتواصلة لتحديث قواتها الجوية.
التوقيع تم في إسطنبول خلال فعاليات معرض الصناعات الدفاعية الدولي “IDEF”، بحضور وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره البريطاني جون هيلي، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع التركية.
الاتفاق، الذي يمثل تقدمًا مهمًا في مفاوضات استمرت لسنوات، جاء بعد تجاوز عقبات سياسية، أبرزها معارضة ألمانيا التقليدية لمبيعات الأسلحة إلى أنقرة.
إلا أن الموقف الألماني شهد مرونة في ظل الإدارة المحافظة الجديدة ببرلين، ما أفسح المجال أمام المملكة المتحدة، ممثلةً عن الكونسورتيوم الأوروبي المصنع للطائرة، لقيادة المفاوضات التي أفضت إلى هذا التفاهم.
وتعد هذه الخطوة بمثابة إشارة إلى دخول تركيا نادي مستخدمي مقاتلات “تايفون”، وسط استمرار المفاوضات حول السعر والشروط الفنية. وتنتظر أنقرة تقديم عرض تقني ومالي محدث لتقديم رد رسمي في الأسابيع المقبلة، حسب مصادر تركية.
في السياق ذاته، لا تزال تركيا تسعى للعودة إلى برنامج المقاتلات الأميركية F-35A، الذي أقصيت منه عام 2019 بعد اقتنائها منظومة الدفاع الروسية S-400، وهو ما خلق توتراً عسكرياً وسياسياً مع واشنطن.
ومع تعثر هذا المسار، وتقدم عمر مقاتلات F-16 الموجودة في الخدمة منذ عقود، تجد تركيا نفسها مضطرة للبحث عن حلول آنية قبل دخول مقاتلتها المحلية “KAAN” الخدمة، والمتوقع ـ بتفاؤل مفرط ـ أن تكون جاهزة في 2028.
الاتفاق التركي-البريطاني وفق مراقبين، يعكس براغماتية أنقرة في التنويع الدفاعي والتكيف مع الواقع الجيوسياسي المتغير، كما أنه يشير إلى كسر نسبي للعزلة الغربية التي واجهتها تركيا في ملفات التسلح خلال السنوات الماضية.
وفي ظل احتدام التنافس في مجال المقاتلات المتقدمة وسباق التسلح الإقليمي، يبدو أن انضمام أنقرة المحتمل إلى “نادي تايفون” يعزز مكانتها العسكرية، ويفتح فصلاً جديدًا من التعاون الأوروبي-التركي، بعيدًا عن الإملاءات الأميركية.
