في خطوة تعبّر عن نُضج سياسي ووعي وطني متقدّم، أعلنت حركة جيل Z رسميًا عبر منصّاتها على مواقع التواصل الاجتماعي عن تعليق جميع الأشكال الاحتجاجية المقرّرة يوم الجمعة 10 أكتوبر، احترامًا لمقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، وتقديرًا لرمزية خطابه السامي المرتقب بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية العاشرة.
وأكدت الحركة في بيانها أن هذا القرار ينبع من المسؤولية الوطنية، ومن إيمانها العميق بقدسية المؤسسات الدستورية، وتمسّكها بثوابت الأمة ووحدة الوطن، معتبرة أن الحوار الهادئ والبنّاء هو السبيل الأمثل لتحقيق المطالب المشروعة، وترسيخ قيم العدالة والكرامة والمساواة في المغرب الجديد الذي يقوده جلالة الملك بحكمة وبعد نظر.
وعي شبابي مغربي متقدّم
إن هذا الموقف التاريخي من جيل الشباب المغربي يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن جيل Z ليس جيل الغضب والفوضى كما يحاول البعض تصويره، بل هو جيل وطني يعبر عن مطالبه بوعي ومسؤولية، ويدرك جيدًا الفرق بين الاحتجاج المشروع وبين الاستغلال السياسي لمطالبه من أطراف مأزومة.
جيل يُثبت اليوم أنه وفيٌّ للمؤسسة الملكية، ومتشبّث بالوحدة الوطنية، مؤمن بأن جلالة الملك محمد السادس هو الضامن الأول للحقوق والحريات والإصلاح الحقيقي.
خطاب ملكي في ظرفية دقيقة
يأتي خطاب جلالة الملك محمد السادس المرتقب يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 في ظرفية دقيقة تتزامن مع احتجاجات اجتماعية واسعة في عدة مدن مغربية، رفعت شعارات تدعو إلى تحسين التعليم والصحة، ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ومن المنتظر أن يكون هذا الخطاب مختلفًا عن سابقاته، إذ يُرتقب أن يتضمّن رسائل قوية وتوجيهات حاسمة نحو تسريع وتيرة الإصلاح، ووضع جداول زمنية واضحة للتنفيذ، بشكل فوري.
وتشير التوقعات إلى أن جلالته قد يخصّص حيزًا مهمًا للشباب المغربي، باعتبارهم القلب النابض للمجتمع وركيزة التنمية، مع إمكانية الإعلان عن تعديلات حكومية جزئية أو إحداث مؤسسات جديدة للمراقبة والمحاسبة، بما يضمن المزيد من الشفافية والمسؤولية.
نحو مرحلة جديدة من الثقة والإصلاح
إن خطاب العاشر من أكتوبر قد يشكّل بالفعل نقطة تحوّل في العلاقة بين الدولة والمجتمع، حيث يُنتظر أن يضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نفسه في صلب الفعل الإصلاحي، كضامن لاسترجاع الثقة التي تراجعت بفعل ضعف أداء الحكومة الحالية، وإطلاق دينامية جديدة عنوانها المسؤولية، العدالة، والإنصاف الاجتماعي.
جيل Z بهذه المبادرة الوطنية أعاد رسم صورة الشباب المغربي: شباب يحترم رموزه، ويطالب بحقوقه بعقلانية، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
إنها رسالة نُضج من جيل المستقبل، تُؤكد أن المغرب في أيدٍ آمنة.





