في إطار تعزيز الروابط الثقافية بين الضفتين، تطلق مؤسسة بالياريا وجمعية الصداقة الأندلسية المغربية – منتدى ابن رشد مشروعًا ثقافيًا فريدًا يتمثل في الأنطولوجيا الشعرية “ماتريا: مختارات من الشعر النسائي المعاصر الإسباني والمغربي”، التي تسلط الضوء على إبداعات شاعرات من كلا البلدين.
ووفق بيان صحفي توصلت به أنباء إكسبريس سيقام حفل تقديم الأنطولوجيا رسميًا يوم الأربعاء 18 يونيو، على الساعة السابعة مساءً برياض سلطان في مدينة طنجة، ضمن فعاليات ينظمها معهد ثربانتس بطنجة، بحضور سفير إسبانيا بالمغرب السيد إنريكي أوجيدا، وعمدة مدينة طنجة السيد منير ليموري، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وثقافية من الجانبين المغربي والإسباني.
تقوم فكرة مشروع “ماتريا” على توزيع دفاتر شعرية مجانية على المسافرين على متن بواخر “بالياريا” الرابطة بين إسبانيا وشمال إفريقيا، تتضمن نصوصًا شعرية لشاعرات من المغرب وإسبانيا، مرفقة بأعمال فنية تشكيلية لفنانات من البلدين. كما تم توزيع هذه المختارات على تلاميذ أحد عشر مركزًا تعليميًا إسبانيًا بالمغرب، بدعم من المستشارية الثقافية بسفارة إسبانيا بالرباط تحت إشراف لورينزو كابيّان.
يحضر حفل الإطلاق رئيس مؤسسة بالياريا، ريكارد بيريز، ورئيس جمعية الصداقة الأندلسية المغربية – منتدى ابن رشد، خوسي سارّيا، إلى جانب نخبة من المثقفين والأكاديميين والمسؤولين من المغرب وإسبانيا. كما يُشارك في اللقاء فيسينتي بيكيراس، مدير معهد ثربانتس بطنجة، وتُختتم الأمسية بقراءات شعرية للشاعرات: راكيل لانثيروس، آنخيلس غريغوري، فاطمة فراس ودليلة فخري، يليها عرض موسيقي للفنانة شيلا بلانكو.
تتضمن الأنطولوجيا أعمال 16 شاعرة و14 فنانة تشكيلية من المغرب وإسبانيا، جميعهن من النساء، وقد تم تقديم النصوص بصيغة ثنائية اللغة، بحيث تُعرض القصائد باللغة الأصلية للشاعرة مرفقة بترجمتها: من العربية أو الأمازيغية أو الدارجة أو الفرنسية إلى الإسبانية، أو من الإسبانية أو الكتالونية أو الغاليثية أو الباسكية إلى العربية. وتولت مسؤولية الترجمة الأستاذة سلمى متوكيل من جامعة مراكش.
هذا المشروع الثقافي يشكل جسرًا رمزيًا بين الضفتين، يعكس عمق العلاقة الإنسانية والإبداعية بين المغرب وإسبانيا، من خلال صوت المرأة الشاعرة والفنانة، ويؤكد أن الكلمة قادرة على تجاوز الحدود وبناء جسور التفاهم والحوار.