خطوة وصفت بالتاريخية اتخذتها الحكومة البريطانية بإدراج اسم فلسطين على خرائطها الرسمية
بعد أن أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر اعتراف بلاده بدولة فلسطين
لتنهي بذلك أكثر من قرن من الاصطفاف خلف “وعد بلفور” الذي فتح الطريق أمام المشروع الاستعماري الصهيوني
فقد أقدمت لندن على تعديل توصيف “الأراضي الفلسطينية المحتلة” إلى “دولة فلسطين” في منصاتها الرسمية
بما في ذلك تحذيرات السفر والمعلومات الموجهة للمتنقلين في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل
وهو تغيير رمزي لكنه بالغ الدلالة في لحظة مشحونة بالدم في غزة
الصحافة البريطانية وعلى رأسها “تلغراف” رأت في هذا التحول صفعة معنوية لإسرائيل وإشارة سياسية داعمة للسيادة الفلسطينية
وجاء الاعتراف البريطاني لينضم إلى موجة متصاعدة من الاعترافات الدولية
بعد خطوات مماثلة من كندا وأستراليا وفرنسا ومالطا وغيرها من الدول الغربية
التحرك البريطاني يتجاوز الدلالات الشكلية
إذ إنه يفتح الباب أمام دينامية جديدة في التوازنات الدبلوماسية الدولية
في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة منذ السابع من أكتوبر وسط صور مروعة للدمار والمجازر
وبينما كانت إسرائيل تراهن على عزل الفلسطينيين وتجريدهم من الشرعية
فإن هذا الاعتراف ومعه الاعترافات المتتالية من عواصم غربية بارزة
يرسخ حقيقة أن القضية الفلسطينية استعادت مركزيتها في الضمير العالمي
وفرضت نفسها من جديد كأحد أعقد ملفات العدالة الدولية المؤجلة