أفريقياسياسةعاجل
أخر الأخبار

رشيد عوين لـ”أنباء إكسبريس”: عودة الجنرال حسان تُنعش سردية فقدت شرعيتها ومجتمع الجزائريين لن يُخدع – فيديو

عودة الجنرال حسان: إعادة تدوير رموز القمع تحت شعار “مكافحة الإرهاب”

مرة أخرى، تؤكد الجزائر أن بوصلة قراراتها الأمنية لا تتجه نحو التغيير أو المصالحة مع الذاكرة الوطنية، بل نحو إعادة إنتاج ممارسات الماضي، وتدوير رموزه.

فقد كانت أنباء إكسبريس سبّاقة في كشف خطوة تعيين الجنرال حسان – المعروف أيضًا بآيت وعرابي – على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي، خلفًا للواء ناصر الجن.

وهي خطوة أثارت موجة واسعة من التساؤلات، نظراً لما يرمز إليه الرجل من إرث أمني ثقيل.

ففي مقال سابق بعنوان: “عودة الجنرال حسان: الدولة العميقة الجزائرية تعيد إنتاج رموز القمع وتدوس على ذاكرة تيقنتورين“، أشرنا إلى أن هذا التعيين يمثل رسالة صارخة: النظام لا يعتذر، لا يُراجع، ولا يخجل من إحياء وجوه ارتبطت بانتهاكات جسيمة.

فقد وُجهت إلى الجنرال حسان اتهامات تتعلق بمسؤوليته في الهجوم الدامي على منشأة تيقنتورين الغازية عام 2013، الذي أودى بحياة 38 رهينة أجنبية قرب عين أمناس.

لحظة تنصيب شنقريحة العميد آيت وعرابي “جنرال حسان” مديراً عاماً للأمن الداخلي

وفي سياق هذا المستجد، أجرت أنباء إكسبريس اتصالاً خاصًا مع مدير منظمة شعاع الحقوقية ومقرها لندن، السيد رشيد عوين، الذي قدّم قراءة معمّقة للواقع الأمني الجزائري، ولسردية “مكافحة الإرهاب” التي وصفها بأنها “فقدت شرعيتها منذ سنوات”.

عوين: النظام يُنعش خطابًا تجاوزه الزمن

يقول عوين:

“منذ التسعينيات، دأب النظام الجزائري على توظيف سردية ‘مكافحة الإرهاب’ كأداة لضبط الداخل وتجميل صورته خارجيًا. لكن مع مرور الوقت، تحولت هذه السردية إلى غطاء لتصفية الخصوم، ومطاردة النشطاء والمثقفين والصحفيين، ووصم كل صوت مختلف بتهم العمالة أو الإرهاب”.

وأشار إلى أن الحراك الشعبي السلمي في 2019 شكّل لحظة مفصلية في تحدي هذه السردية:

“خرج ملايين الجزائريين في مظاهرات حضارية يطالبون بالكرامة ودولة القانون، لكن السلطة لم تتردد في استحضار قاموس التخوين، وتمرير قوانين قمعية، تحت غطاء مكافحة الإرهاب، لقمع الحراك”.

وأضاف عوين أن السلطة لم تعد تقنع حتى شركاءها الخارجيين:

“مع تزايد الانتقادات من دول الساحل التي بدأت تتهم الجزائر بالتدخل، دخل النظام في سباق لإعادة بعث سردية فقدت صداها. فتم تنظيم ملتقيات مكررة، آخرها ‘الملتقى الوطني حول الساحل الإفريقي’، وتُحضّر ندوة دولية كبرى حول مكافحة الإرهاب، في محاولة لتقديم واجهة دبلوماسية تُخفي التصدعات الداخلية”.

لكن التطور الأخطر، في نظره، يتمثل في التغييرات داخل المؤسسة العسكرية:

“عودة الجنرال حسان بعد غياب دام عقدًا، لا يمكن قراءتها بمعزل عن إعادة تنشيط المنظومة الأمنية التقليدية التي طالما استخدمت القمع كأداة لترسيخ الاستقرار”.

سردية بالية أمام وعي متقد

في المحصلة، قد تنجح السلطة مؤقتًا – كما يرى مراقبون – في تسويق سرديتها لبعض العواصم الغربية، غير أنها لن تقنع ذاكرة الجزائريين، ولا الوعي الجمعي الذي خبر ممارسات الماضي والحاضر معًا.

فالسرديات، مهما تزيّنت بالشعارات، لا تصمد طويلاً أمام حقائق الأرض ومجتمع دولي بات أكثر وعيًا بالمسافة بين الخطاب والممارسة.

https://anbaaexpress.ma/t4b7u

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى