أعلنت الرئاسة الجزائرية، اليوم، عن إصدار عفو خاص لفائدة الكاتب الفرنسي من أصول جزائرية بوعلام صنصال، وذلك استجابة لطلب رسمي من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرّر منح العفو للكاتب بوعلام صنصال، تنفيذًا لالتماس إنساني تقدم به الرئيس الألماني، في خطوة وُصفت بأنها تحمل بعدًا دبلوماسيًا وإنسانيًا في آن واحد.
وكانت السلطات الجزائرية قد أوقفت صنصال فور وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائرية، بعد تصريحات مثيرة أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، اعتبر فيها أن “عدداً من الأراضي الجزائرية الحالية كانت تاريخيًا جزءًا من المملكة المغربية”، وهو ما أثار موجة غضب رسمي وإعلامي داخل الجزائر.
وأفادت تقارير إعلامية أن فرنسا مارست ضغوطًا متزايدة على الجزائر للإفراج عن الكاتب، فيما تدخلت ألمانيا لتقديم مخرج دبلوماسي للأزمة، باقتراح استضافته فوق أراضيها في إطار ما وصفته بعض المصادر بـ”منفى علاجي ناعم”، بالنظر إلى حالته الصحية الحرجة ومعاناته من مرض السرطان.
وبحسب تقارير صحفية، فإن المقترح الألماني أتاح للنظام الجزائري تجاوز الحرج السياسي الذي خلفه الاعتقال، بعد أن وصف الرئيس تبون الكاتب صنصال سابقًا بـ”اللص المجهول الهوية والأب”، في تصريح أثار جدلاً واسعًا.
ويُعتبر بوعلام صنصال من أبرز الكتّاب الجزائريين المثيرين للجدل، حيث عُرف بكتاباته النقدية الحادة للنظام الجزائري، ومواقفه الفكرية التي كثيرًا ما تضعه في مواجهة مع السلطة، فيما يرى مراقبون أن قرار العفو يشكّل محاولة لاحتواء أزمة دبلوماسية كادت أن تتحول إلى خلاف علني بين الجزائر وكل من فرنسا وألمانيا.




