إسماعيل الراجي
نظم “منتدى البحث الجغرافي في البيئة والتنمية” و “مختبر التراب والبيئة والتنمية” يوم الجمعة 9 يونيو 2023 برحاب كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية-جامعة ابن طفيل-القنيطرة، ورشا دراسيا من مجموعة من المحاضرات حول موضوع: ” التنمية الترابية المستدامة في خدمة الأرض والمحافظة على التنوع البيولوجي والايكولوجي”
” La Développement Territorial Durable au Service de la Terre et de la Conservation Biologique et Ecologique”
يشكل هذا النشاط العلمي جزء من سلسلة الأنشطة التي يقوم بها مختبر التراب والبيئة والتنمية مع قضايا الأرض والبيئة والمناخ والتنمية في بعدها الوطني والدولي، وعليه يأتي هذا النشاط العلمي تفاعلا مع الأيام العالمية للبيئة، حيث كما هو معلوم يحتفل باليوم العالمي للأرض في الثاني والعشرين من كل شهر أبريل/نيسان، بينما يحتفل باليوم العالمي للبيئة في كل يوم الخامس من شهر يونيو/حزيران. وعلى أثر هذا التفاعل قام “منتدى البحث الجغرافي في البيئة والتنمية” و”مختبر التراب والبيئة والتنمية” بتنسيق وتأطير مدير مختبر التراب والبيئة والتنمية الدكتور بلفقيه عبد الصادق، ونائبه الدكتور مبارك الطايعي، ومجموعة من الطلبة الباحثين بالمختبر. تنظيم الملتقى الأول للأرض تحت شعار: “نبات أرضنا، استدامة حياتنا”. ويهدف هذا الملتقى إلى الاحتفال بالأيام العالمية للأرض والبيئة والتنوع البيولوجي، وتحسيس الطلبة والباحثين بقضايا التنمية المستدامة، وتقاسم التجارب والخبرات بين القطاعات المهتمة بالتنمية الترابية، وكذا تنظيم زيارات دراسية لاكتساب معارف في التنمية واشعاع المجالات الترابية.
ومن الجدير الذكر، بات خلال العقود الأخيرة قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي والايكولوجي يطرح العديد من القضايا جراء تغير المناخ الذي يهدد التنوع الاحيائي، ويقوض التنمية والامن الغذائي، ويخلق إشكالات سوسيوجغرافية عديدة من بينها من تعصف باستدامة الحياة، كما تعتمل في عدة ظواهر سوسيواقتصادية تنعكس سلبا على المجال.
وعلى ضوء التغيرات المناخية المرصودة من قبل مختبرات البيئة والمناخ على الصعيد الدولي تشكلت هيئات دولية بدواليب الأمم المتحدة تعنى بالبيئة والمناخ على صعيد الكوكب. ولعله في هذا السياق الإشارة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 1988 لتقديم تقديرات شاملة لحالة الفهم العلمي والفني والاجتماعي والاقتصادي لتغير المناخ وأسبابه وتأثيراته المحتملة واستراتيجيات التصدي لهذا التغير.
برمج في اليوم الأول للملتقى المنظم من قبل طلبة مختبر التراب والبيئة والتنمية، جلستين علميتين؛ جلسة صباحية ومسائية، حضرها ثلة من الأساتذة من مختبر التراب والبيئة والتنمية وعدد من الطلبة الباحثين.
جاءت كلمة الافتتاح من قبل عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل، ومدير مختبر التراب والبيئة والتنمية ورئيس منتدى البحث الجغرافي في البيئة والتنمية. بعد كلمات الافتتاح والترحيب والاشادة بمثل هذه الملتقيات العلمية.
انتقل للجلسة الأولى برئاسة الدكتور مبارك الطايعي(أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية-جامعة ابن طفيل) والتي كانت تحت عنوان”ورشة المحور الأول: التنمية الترابية ورهانات المحافظة على التنوع البيولوجي وتثمين التراث المادي واللامادي”
كانت المداخل الأولى، من إلقاء الدكتورة تهامي نادية،(أستاذة الجغرافيا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية-جامعة ابن طفيل) عنونتها “رهانات التنمية الترابية المستدامة بالمغرب” تناولت خلالها مجموعة من المضامين عن الارهاصات الدولية الأولى في تبلور مفهوم التنمية المستدامة، كما توقفت على إعطاء أسس مفهوم التنمية المستدامة في التنمية الترابية بالمغرب. وختمت الأستاذة مداخلتها بتقديم جملة من التوصيات التي تؤكد على الاستثمار في العنصر البشري.
أما المداخلة الثانية فكانت من إلقاء الدكتور، عبد الصادق بلفقيه( أستاذ الجغرافيا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية-جامعة ابن طفيل) جاءت مداخلة الأستاذ تحت عنوان “القمم الدولية للأرض من ريو دي جانيرو 1992 إلى قمة الأطراف 27 بشرم الشيخ 2022″.
وتناولت المداخلة السياق الكرونولوجي الذي نظمت فيه اللقاءات والقمم الدولية المتعلقة بالأرض والبيئة والتنمية والتي وصلت ل27 قمة، كما تمت الاشارة إلى أهم القمم التي كان من مخرجاتها امضاء مواثيق تخص المحافظة على البيئة والحد من التلوث والتنمية المستدامة. وفي سيرورة الاهتمام بقضايا الأرض والبيئة وتغير المناخ والتنمية يتم في أدبيات البيئة المستدامة على الصعيد الدولي التمييز بين ما قبل قمة باريس 2015(cop21) هذا الاطار الزمني التي ولد في سياقه مجموعة من القمم المهمة من بينها قمة الأرض بريو دي جانيرو 1992، والتمييز ما بعد كوب 21 بباريس.
في حين كانت المداخلة الثالثة، من إلقاء الدكتور، محمد فتوحي(أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الانسانية-جامعة محمد الخامس-الرباط) والتي شملت الحديث عن ضرورة الترافع عن قضية البيئة والتنمية على الصعيد الدولي والمحلي، وتحدث عن أهمية المشاركة لمختلف الفاعلين في تقديم توصيات واقتراحات علمية وعملية من قبل جميع الفاعلين وبالخصوص التفاعل عن قرب مع البيئة، من أجل الترافع على قضية التغير المناخي، وما يتعرض له كوكب الأرض من إشكالات جمة تشكل خطرا محذقا بالتنوع البيولوجي، ويؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الاجتماعي والامن الغذائي وتدهور أوضاع التنمية.
وختمت الجلسة الأولى بالمداخلة الرابعة للدكتورة زينب بن رحمون الادريس الأستاذة السابقة بالمدرسة الوطنية للمهندسين الغابويين(ENFI) والفاعلة الجمعوية في التنمية الترابية والزراعة المستدامة التي قدمت مداخلة تحت عنوان” Développement des écosystèmes cultives et les enjeux de la durabilité et la conservation de la biodiversité?”، وفي هذا المداخلة التي انطلقت فيها الأستاذة الفاعلة الجمعوية من أرضية الميدان باعتبار التفاعل مع البيئة ينبغي أن يكون عن كثب، وفي عرض مداخلتها تطرقت الباحثة لجملة من الإشكالات التي تتربص بالتنوع البيولوجي، الذي أكدت على أهميته في الحفاظ على التوزان البيئي.
بالانتقال للجلسة الثانية من الجلسة الصباحية برئاسة الدكتور محسن بطشي، (نائب العميد وأستاذ الجغرافية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل) تمت على صعيد هذه الجلسة تتمة المدخلات المقرر خلال الجلسة الصباحية التي حددت في ستة مداخلات.
كانت المداخلة الخامسة من قبل المهندسة العسري بشرى( المديرية الجهوية للمياه والغابات- القنيطرة) وجاءت مداخلتها تحت عنوان ” «Les Zones humides du Gharb: Etat des lieux et programmes d’actions» ” وفيها تناولت أهمية المناطق الرطبة على صعيد الوطني وقدمت عرضنا عن المرج الزرقاء ومحمية سيدي بوغابة.
أما المداخلة السادسة فكانت من طرف الدكتورة لمياء البزاري(أستاذة الجغرافيا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل) وجاءت المداخلة تحت عنوان: «Le rôle des parcs nationaux dans la conservation biologique et écologique: Cas du parc national d’Ifrane»، وفي هذه المداخلة تم تقديم احاطة عن المنتزهات المغربية المصنفة على صعيد التراب الوطني، بعدها ركزت الأستاذة على حالة منتزه افران وخصائصه المجالية واشكالاته .
بعد نهاية الجلسة الصباحية التي كانت حول محور “التنمية الترابية، ورهانات المحافظة على التنوع البيولوجي وتثمين التراث المادي واللامادي” رفعت الجلسة، وأعلن عن الجلسة المسائية في الساعة 14:30.
ترأس الجلسة المسائية الدكتور حميد بنسي( أستاذ الجغرافيا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل).وفي هذه الجلسة قدمت خمس دراسات للطلبة الباحثين حول محور” التنمية الترابية المستدامة: دراسة حالات”.
– المداخلة الأولى: “غابة المعمورة بين تأثيرات التغير المناخي والتدخل البشري”، بودريع فاطمة، مســـــــــــيتة منـــــــــــيـر، ذ. بطشي محسن وذ. تهامي نادية.
– المداخلة الثانية: “التعاونيات الفلاحية، دعامة أساسية في تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، نموذج بجهة الشمال”، العزوزي صالح الدين وذ. تهامي نادية.
– المداخلة الثالثة: “استدامة الموارد الغابوية بالجبال المغربية: حالة الريف الأوسط”، بوهلال إلياس، ذ. بنسي حميد ذ. صديق عبد النور.
– المداخلة الرابعة: “أثر التلوث على الموارد المائية: حالة ضاية سيدي بوغابة”، اليل عبد العزيز وعروية طارق، بطشي محسن وذ. بلفقيه عبد الصادق.
– المداخلة الخامسة: “هشاشة الوسط الطبيعي لحوض الفوارات”، الضــــاوي عبد النـــبــي، مســــــــــــــــيــتة منـــــــــــيـر.
في نهاية المداخلات، فتحت نافذة التفاعل والاسئلة. وبذلك ختم اليوم الدراسي الأول للملتقى؛ الذي تكلل بعدة توصيات من بينها أهمية التفاعل مع حالة التدهور البيئي عبر مزيد من الأبحاث والدراسات لما يخدم البيئة والتنمية، ويحقق التوازن البيئي على الصعيد المحلي والوطني والدولي. وضرب موعد اليوم الثاني من اللقاء يوم الموالي_السبت10 يونيو_ الذي خصص لخرجة لمحمية سيدي بوغابة (خاصة بطلبة مختبر التراب والبيئة والتنمية) تحت رئاسة الدكتور ملين أحمد محيي الدين( أستاذ الجفرافيا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ابن طفيل).
خرجة ميدانية، قدم خلالها الأستاذ ملين عدة مضامين علمية تتعلق بمنهجية العمل في الميدان والاحتياطات الضرورية أثناء القيام بخرجة علمية، ثم لينتقل لتقديم لمحة جغرافية عن مجال مصب نهر سبو ومحمية سيدي بوغابة، وحالة الهشة في هذا المجال الرطب. ليختم بموضوع إشكالية الماء في المغرب وعوامل المفاقمة في تدهور الحالة المائية في المغرب لما يهدد الامن الغذائي والبيئي.