صرح وزير الخارجية رمطان العمامرة، يوم الأحد المنصرم، أن بلاده ستظل دائما سندا لتونس وأنّ التعاون الثنائي بين البلدين متين ومنح العلاقات بعدا استراتيجيا.
سياق كل ماسبق كن تصريحات جاءت، بعد حديث أدلى به الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وصفه متابعون بأنه “غير مسبوق” عندما قال إن تونس تواجه “مأزقا”
وفي عشية القمة الأفريقية الاستثنائية في مالابو بغينيا الاستوائية قال العمامرة إنّ الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد تحدوهما إرادة مشتركة للارتقاء بالعلاقات إلى أفضل المراتب في جميع المجالات، ( هذا خلال لقاء وزير الخارجية الجزائري مع نظيره التونسي عثمان الجرندي) .
وأضاف أن الجزائر ستظل دائما سندا لتونس كما كانت تونس ولا تزال سندا للجزائر بناء على ما يجمعهما من ماض وحاضر ومستقبل ومصير مشترك.
ووفق بيان الخارجية التونسية والذي نشرته يوم الأحد المنصرم، فقد “تم خلال اللقاء التحاور حول الاستحقاقات الثنائية المقبلة ومن ذلك انعقاد اللجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية والمشاركة في مختلف المواعيد الإقليمية والدولية متعددة الأطراف”.
ومن جهته عبر ” عثمان الجرندي” وزير الخارجية التونسي عبر عن ” ارتياحه التام لتطابق الرؤى حول القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية في هذه الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي تضاعفت فيها التحديات وتعقدت مما يستوجب العمل سويا على مجابهتها بكل ثبات” وفق البيان دائما.
وجاء هذا التصحيح في الموقف الجزائري غداة توتّر في العلاقات بين البلدين على خلفية تصريحات عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري من إيطاليا، حيث تحدث فيها عن أن تونس “تواجه مأزقا” وأنّ بلاده “مستعدة لمساعدتها على الخروج منه” داعيا إلى عودتها إلى المسار الديمقراطي.
هذا وسط ترقب لتنفيذ قرار إعادة فتح الحدود البرية التي أغلقت بين البلدين لدواع صحية في خضم تفشي فيروس كورونا عام 2020، سيما أن تونس تراهن على السياح الجزائريين لإنعاش اقتصادها الذي يمر بأسوأ أزماته.
فيما يرجح عدم فتح الحدود رغم زوال خطر الوباء، ورفض الجزائر زيادة إمدادات إضافية من الغاز إلى تونس، بأن السلطات الجزائرية بصدد إرسال إشارات سياسية لقيس سعيد، وفق متابعين.
بينما اعتبر محللون ودبلوماسيون، أنّ العلاقات الجزائرية التونسية دخلت مرحلة “عدم اليقين” بسبب خيارات الرئيس التونسي قيس سعيد التي لا تحظى بإجماع داخلي.
وفي هذا الصدد صرح المحلل السياسي الجزائري أمين لونيسي لـ “إرم نيوز” أن “حديث الرئيس تبون يؤكد أن العلاقات بين تونس والجزائر تشهد فترة من البرود والفتور اللافت”، مرجعا ذلك إلى “ضبابية موقف الرئيس التونسي حيال بعض الملفات الإقليمية التي تمثل صدارة اهتمام الجزائر، مثل الصحراء الغربية والأزمة الليبية”.
وأضاف بدوره الدبلوماسي التونسي السابق عبد الله العبيدي لـ “إرم نيوز” أن “موقف تبون وتصريحه بأن بلاده ستساعد تونس على الخروج من المأزق والعودة إلى الخيار الديمقراطي، يؤشر على أن ثقة الجزائر في تونس اهتزت بشكل كبير بسبب غياب الاستقرار السياسي والخيارات التي تم اتخاذها” وفق تأكيده.