في سابقة غير معهودة، غرقت إسبانيا في ظلام تام بعد انقطاع شامل للتيار الكهربائي، وصف بأنه “استثنائي” وأدى إلى شلل كامل في البلاد.
وتركزت الجهود الحكومية منذ اللحظات الأولى على هدفين رئيسيين الأول هو استعادة الحياة إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن، والثاني هو كشف أسباب هذا الانهيار غير المسبوق في شبكة الكهرباء الوطنية، والذي أدى إلى ما وصفه المسؤولون بـ”الصفر المطلق” في تاريخ الطاقة الإسبانية.
وفي أول تصريح له بعد الحادث، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز مساء الإثنين: “لا نملك أدلة قاطعة حتى الآن حول مصدر هذا الانهيار، لكننا لا نستبعد أي فرضية”.
من جانبها، ووفق تقارير إسبانية، باشرت الجهات الأمنية والفنية المختصة تحقيقاتها، وفي مقدمتها المركز الوطني للتشفير (CCN) التابع لجهاز الاستخبارات الإسباني (CNI)، الذي أكد رصد “نشاط إلكتروني غير معتاد مكثف” مصدره شمال إفريقيا، وذلك قبل أيام من الانقطاع الكبير.
وأكدت مصادر مطلعة داخل CNI، تحدثت لوسائل إعلام محلية، أن هذا النشاط “لا يبدو أنه جاء من المغرب”، لكنها دعت إلى التحلي بالحذر وعدم التسرع في إصدار أحكام نهائية دون استكمال التحقيقات.
الانقطاع الشامل للتيار الكهربائي في دولة بحجم إسبانيا يشكل جرس إنذار، ليس فقط من الناحية التقنية، بل أيضا من الزاوية الأمنية والسياسية. حسب مراقبون.
فإشارات إلى “نشاط غير طبيعي” مصدره شمال إفريقيا والجزائر في قفص الاتهام، تلمح إلى احتمال وجود هجوم سيبراني منسق، دون أن يذكر طرف مسؤول بشكل مباشر حتى اللحظة.
إن الحديث عن صفر طاقة في بلد متقدم تكنولوجيا يكشف هشاشة بعض البنى التحتية وفق مراقبون إسبان أمام التهديدات الجديدة، ويدعو إلى مراجعة شاملة لآليات الحماية السيبرانية، خصوصا في ظل عالم تحكمه التكنولوجيا والشبكات الذكية.
