قبل أيام حلت ذكرى وفاة محمد رشيد الدويهي أحد أهم وجوه وأقطاب التيار الوحدوي في الصحراء المغربية، ومؤسس منظمة التحرير والوحدة في أواخر الستينيات من القرن الماضي، التى اعتبرها الدويهي إمتدادا لحركة المقاومة في الخمسينات.
الراحل رشيد الدويهي، نائب برلماني سابق، وعامل على إقليم بوجدور، ووالي في الإدارة المركزية بوزارة الداخلية، مر بمحطات مفصلية في حياته السياسية التي أفنى فيها زهرة شبابه دفاعا عن مغربية الصحراء ضد كل من يريد النيل من القضية الوطنية الأولى.
الراحل رشيد الدويهي يعتبر شخصية إستثنائية من أبناء الصحراء المغربية، ينتمي إلى قبيلة “أزرگيين” وقد تعرض خلال مسيرته الطويلة لعدة ضغوطات ودسائس داخلية وخارجية، لثنيه عن مواصلة كفاحه للدفاع عن وحدويته ووطنيته المتأصلة، فتعرض لمحاولة إغتيال من طرف الجنرال أوفقير وكذلك تعرض لضغوط كبيرة من معمر القذافي من أجل تجنيده لصالح الأطروحة الإنفصالية لجبهة البوليساريو.
إضافة إلى صراعه مع وزير الداخلية الراحل إدريس البصري حول ملف الصحراء.
كذلك كان الراحل رشيد الدويهي تربطه علاقة خاصة بالملك الراحل الحسن الثاني الذي كان يعتبره الأمين القوي والموثوق في ملف الصحراء.
كل هذا وغيره سيكون موضوع حوارنا مع السيدة محفوظة العالم، زوجة وأرملة الراحل محمد رشيد الدويهي، الفاعلة الجمعوية، المهتمة بقضية الصحراء المغربية، حاصلة على دكتوراه فخرية من بريطانيا، في التواصل، أحد أعيان قبيلة أولاد ديلم، وأولاده، وخلال الحوار سنكتشف، عدة تفاصيل، حول حياة هذا المناضل الصحراوي الوحدوي.
نشكركم أولا على حسن ضيافتكم واستقبالكم لنا لاجراء هذه المقابلة الحصرية مع حضرتكم.
مدير نشر أنباء إكسبريس والسيدة محفوظة العالم
بداية من هي محفوظة العالم؟
شكرا لكم و شكرا لأنباء إكسبريس على تسيلطه الضوء على المرحوم المناضل محمد رشيد الدويهي، أولا، أنا من مواليد مدينة الداخلة وأنتمي لقبيلة أولاد ديلم، والدتي هي مريم بنت موسى، سيدة أعمال في مدينة الداخلة، ووالدي “العالم” شيخ من شيوخ المينورسو، وقبيلة أولاد ديلم معروفة بالكرم الطائي والجود والرجولة والشهامة.
كما أن قبيلتي معروفة بمواقفها الثابتة وكفاحها ودفاعها عن الصحراء المغربية وعن الأسرة العلوية الشريفة.
ونحن من أهل الصحراء ورغم أننا نعيش في الرباط، أو عند زيارتنا لعدة مدن أو دول عبر العالم، فإن الصحراء دائما ساكنة في نفوسنا ووجداننا وأرواحنا، والشق القبلي وبحكم أنني صحراوية فهو عنصر رئيسي وحاكم، لأننا بدو في الأصل وشخصيا أعتز بجذوري الصحراوية.
قدمت إلى الرباط سنة 1994 وكان عمري آنذاك 17 سنة، وعشت بعاصمة المملكة المغربية، مايقارب 29 سنة وحياتي كلها أصبحت مرتبطة بالرباط، ربما لأنني عشت فيها أكثر مما عشته في مسقط رأسي، لكن مع التقدم في السن، إكتشفت أن القبيلة هي جزء وعصب أساسي لهويتي، بناء على العادات والتقاليد التي هي راسخة وشامخة فينا كشموخ الجبال.
أم لأربعة أولاد وربة بيت، وأعتقد والحمد لله أنني نجحت في تأدية وظيفتي كأم، إبني البكر حاصل على شهادة البكالوريوس بالمدرسة الأمريكية، وبميزة حسن، “الحسن الدويهي” وبحكم ظروف وفاة والده، لم يكمل دراسته.
وإبنتي الكبرى حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال “حسناء الدويهي”، وإبنتي الصغيرة حاصلة على ماجستير في العلوم السياسية “نبغوهة الدويهي” وعندي ولد صغير لايزال يدرس بالثانوية بالمدرسة الفرنسية، “ياسين الدويهي” وأعتقد أن 80 % من إنجازاتي كأم نجحت والحمد لله.
وكذلك عندي خالي السفير “إبراهيم موسى” كان قنصل عام في جزر الكناري، وبعدها سفير في نواكشوط، وبعدها عين سفيرا في فنزويلا، وكذلك عمل سفيرا في سانتا دومينغو، ووافته المنية سنة 2021 بفيروس كورونا، وكذلك عندي خال آخر كان قنصل عام بجزر الكناري “أحمد موسى”.
حسناء الدويهي ونبغوهة الدويهي
ماهي العلاقة التي جمعتك بالراحل محمد رشيد الدويهي؟
تعرفت على المرحوم محمد رشيد الدويهي، سنة 1993 وقررنا الزواج يوم 5 شهر يناير 1994، وعلاقته معي ومع أولاده كان بمثابة والد وزوج مثالي، ولكن كان دائما الشق السياسي، أي وطنيته كانت تطغى على جميع العلاقات، وإمتد ذلك حتى إلى محيطه العائلي، كانت حياته مرتبطة بالسياسة سواء داخل بيته أو خارج بيته، وكانت حياته مرتكزة فقط على القضية الوطنية الأولى للبلاد، سواء مع أولاده أو مع زوجته أو مع محيطه القريب من أصدقاء وغيره.
فالصحراء المغربية كانت محور حياته، كان المرحوم دائما يتحدث عن قضية الصحراء وحتى نحن في أوقات الطعام وأوقات الراحة وأي شيء يتنقص من هذه القضية المقدسة، كان هو لها بالمرصاد وكنت أقول له، إنك خلقت من أجل هذه القضية للدفاع عنها بالغالي والنفيس.
بحكم أنك كنت قريبة منه جدا، ماهي الصعوبات والعقبات التي واجهها الراحل الدويهي في حياته السياسية؟ وهل أثر ذلك على حياته الأسرية؟
طبعا حياته المهنية والسياسية كانت دائما تتأثر بحياته العائلية، وأتذكر في هذا الصدد انه في سنة 1994 بداية زواجي بالمرحوم، رأيته في صراع شرس بكل ماتحمله من كلمة مع شخص مسؤول في الدولة آنذاك، وهذا كله بسبب دفاعه المستميت عن القضية الوطنية، فهو وصل إلى مرحلة لايسمح لأحد مهما كانت رتبته أو مركزه، أن يمس بالقضية الوطنية أو يقع في أخطاء قد تؤثر على مسار القضية.
ويستحضرني وفاة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، وكان زوجي الراحل عاش مشاكل وصراع صعب آنذاك مع الوزير إدريس البصري، وعانينا منها سنين، حيث كان الدويهي يطالب بجعل قضية الصحراء المغربية كقضية للجميع.
وكان البصري يرفض بشدة رؤية رشيد الدويهي حول الصحراء المغربية كقضية للجميع. وبعد حقبة البصري عشنا في مشاكل وصدامات مع أشخاص آخرين، المشكل كان دائما خلال سفرياته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان زوجي الراحل يعود كل مرة مريض من تلك السفريات.
وفي أحد الأيام عندما عاد المرحوم من السفر، دخل مباشرة إلى مستشفى الشيخ زايد وحرارته وصلت إلى أكثر من 40 درجة وأثر ذلك على صحته بسبب أخطاء قاتلة شابت القضية الوطنية من أطراف مسؤولة، وكان المرحوم لايريد أن تؤثر هذه الأخطاء على هذه القضية التي بالنسبة له قضية حياة أو موت.
وكان رشيد الدويهي الوحيد الذي عارض إتفاقية هيوستن التي وقعت تحت إشراف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة “جيمس بيكر” مع البصري والفيلالي وكان جوابه أنهم أهدوا قضية الصحراء إلى البوليساريو والجزائر بطبق من ذهب.
وكطبيعة الحال كأي زوج سياسي أثر ذلك على محيطه الأسري وأثر ذلك على صحة أعصابه، وقد أجرى المرحوم عام 2005 عملية على القلب، وبعد ذلك عاني من مشاكل صحية وأصيب بمرض السرطان، وهذا كله بسبب التوتر وغيرته على وطنه.
فالناس كانت تطمح إلى مستقبل أولادها وهو كان طوال حياته ليل نهار، لايكل ولايمل من الدفاع عن مغربية الصحراء وبكل إخلاص وتفاني ونكران للذات، فمن يوم عرفته كان لديه أعداء داخل الوطن وخارجه، فهو كشخص لو كان تساهل معهم أو تنازل عن مبادئه لكان وصل إلى مراتب عليا.
لكن المرحوم كان مساره الأساسي والأسمى هو أن يخدم مصالح وطنه وقضيته الوحدوية، فصراعه كذلك كان مع أناس سياسيين غير متمكنين وكان أعلى رتبتة منه، لا أقول أنهم غير وطنيين ولكنهم تنقصهم الكفاءة والخبرة اللازمة لإدارة الملف.
الراحل رشيد الدويهي خلال إستقبال الملك الراحل الحسن الثاني
وماذا عن صراعه مع الجنرال أوفقير؟
فعلا المرحوم، رشيد الدويهي حدثني مرة عن صراعه مع الجنرال أوفقير، هو كان شاب آنذاك حاصل على البكالوريوس، وأنشأ جمعية بإسم شباب الوحدة، وأوفقير، حاول مرارا القيام بتصفيته ومضايقته، وتم تهريبه إلى العراق لكي لايقع تحت قبضة أوفقير.
والذي ساعد زوجي من الهروب إلى العراق هو الراحل الزعيم علال الفاسي مؤسس حزب الاستقلال، فرشيد الدويهي عاني كثيرا في سبيل وطنه وفي سبيل العرش العلوي المجيد.
وأكمل المرحوم مساره الدراسي الجامعي في جامعة بغداد، فزوجي الراحل وهو بعمر 18 سنة وهو في صراع مرير مع أطراف تريد النيل منه بسبب مواقفه من مغربية الصحراء.
المرحوم زوجي تخرج من جامعة بغداد بميزة جيد جدا مع مرتبة الشرف، وجامعة بغداد آنذاك كانت من الجامعات المرموقة في العالم العربي وتضم نخبة من خيرة الطلبة العرب.
لكن كما قلت لكم كان الشغل الشاغل للدويهي، هو خدمة الصحراء المغربية، وكان بالنسبة له أهم من متابعتة دراسته والحصول على الدكتوراه، أو أنه يسعى إلى مراكز سياسية مهمة، فتفكيره كان كله منصبا نحو كيفية الدفاع عن مغربية الصحراء.
وماهي قصته مع الراحل معمر القذافي.. يجيب إبن رشيد الدويهي البكر “الحسن الدويهي”؟
قال.. في زيارة قام بها والدي المرحوم إلى ليبيا، حيث كان القذافي منحاز جدا للصحراويين الداعمين لأطروحة الإنفصال بجبهة البوليساريو، ومن ضمنهم الولي السيد الذي كان هو رئيس الجبهة ومؤسسها وكان القذافي يكن له حبا خاصا.
ووالدي “رشيد الدويهي” عندما كان يريد لقاء القذافي لشرح وجهة نظره حول الصحراء كان يجد صعوبة كبيرة للجلوس معه، وأخيرا عندما اقتنع القذافي بذلك، وأعجب بشخصية والدي، حاول بشتى الطرق إستمالته وتجنيده وإبتزازه لكي يكون ضمن الداعمين لأطروحة الإنفصال مليشيا البوليساريو.
السيدة محفوظة.. هل لك أن تحدثينا عن علاقته بقبيلة أزرگيين؟ وتصديه لأطروحة الانفصال؟
زوجي المرحوم كان وحدويا ومعروف بقبيلة أزرگيين، وكانت مواقفه واضحة ومعروفة بيضاء صافية لاتشوبها شائبة، بعيدا عن المواقف الرمادية.
فموقفه من مغربية الصحراء كان واضح للقبيلة أو لغير القبيلة، ومن ناحية إننا أناس من الأقاليم الجنوبية، للمملكة المغربية، وبحكم الثقافة فإن النزعة القبلية متأصلة فينا.
والمرحوم وللأمانة، كانت لاتهمه هذه النزعة القبلية، فهو كان يرى كل الصحراويين كقبيلة واحدة، وأي صحراوي كان يلجأ إليه، كان المرحوم يقف معه مهما كانت إنتماءاته القبلية، وأنا شاهدة على ذلك.
فدائما كانت جموع القبائل الصحراوية، عندنا تنتهي من مراسم البيعة في القصر الملكي، كانوا يأتون عندنا إلى البيت للغداء أو والعشاء، وكان المرحوم يستمع إلى جميع القبائل بدون إستثناء، وكان يرفض بشدة تسمية وحصر الصحراء في العيون بوجدور والداخلة.
وكان دائما يقول، من “سيدي إفني إلى الداخلة” فنحن من نفس الجهة ومن طنجة لكويرة فنحن في طن واحد. فكان المرحوم يرفض القبلية الضيقة التي تنكفأ حول نفسها، فالقبلية هي جزء من الوطن والوطن هو البيت الكبير الذي يجمعنا.
وبالنسبة للشق الثاني لسؤالك، كان المرحوم آنذاك الوزير الأول في جبهة البوليساريو وأنا أتذكر ابن عمه المحفوظ علي بيبه، وأتذكر أنه أجرى في هذه الفترة عملية في باريس عام 2005, والمحفوظ أجرى إتصالا ببعض الناس من العائلة لكي يتحدث إلى زوجي الراحل من أجل الإطمئنان على صحته بحكم أنه إبن عمه شقيقه وولد خالته في نفس الوقت وأخوه من الرضاعة.
وأتذكر أن المرحوم رفض بشكل قاطع التحدث مع المحفوظ علي بيبه، فكان بالنسبة له أن كل من يدعم أطروحة الإنفصال غير مرحب به إلا إذا كنت تريد العودة إلى حضن الوطن فالباب لك مفتوح.
أرملة رشيد الدويهي محفوظة العالم
ماهي العلاقة الخاصة التي جمعت رشيد الدويهي بالملك الراحل الحسن الثاني؟
صراحة، زوجي المرحوم كان مقربا جدا من العائلة الملكية آنذاك، حتى إلى عهد الملك محمد السادس نصره الله، وكان الدويهي مثل الإبن البار، لأنه في فترة الملك الراحل الحسن الثاني، كان زوجي دائما هو المستشار الأمين عند الحسن الثاني في القضايا المرتبطة بالصحراء المغربية، وكان دائما هو الأول الذي حظي بالثقة الملكية الكاملة بالتقارير أو الأفكار التي يطرحها بين يدي جلالة الملك الراحل الحسن الثاني.
بعد مرحلة الملك الحسن الثاني، نفس الأمر كان مع جلالة الملك محمد السادس فيما يخص بالصحراء المغربية وثقته المولوية السامية في رشيد الدويهي.
وفي فترة مرض زوجي، كان الملك محمد السادس هو المتكفل بمصاريف علاجه وكذلك مصاريف السفر ومراسيم الجنازة والدفن.
جلالة الملك محمد السادس يستقبل الراحل محمد رشيد الدويهي
ماهو تقييمكم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية؟
مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، التي اقترحتها المملكة المغربية، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، هو أفضل وأنسب حل لهذا النزاع المفتعل ولجميع الأطراف، هذه المبادرة تعد أحد أكثر النماذج تقدما في العالم بالنظر لواقعيته وللصلاحيات الواسعة التي تم تفويضها للمنطقة.
النموذج المغربي للحكم الذاتي يضع سكان منطقة الصحراء في صلب عملية إتخاذ القرارات في ما يتعلق بالشؤون المحلية، مما يعزز مصداقية ونجاعة النموذج المغربي.
وإذا كان الكيان الوهمي ومعه الجزائر مازالا يكرران ألفاظا من قبيل حق تقرير المصير وتصفية الإستعمار، فإن المتغيرات التي شهدتها القضية، على غرار الموقف الإسباني الأخير الذي أقر بأحقية المغرب على سيادة أقاليمه الجنوبية، تقوي من حجية الشواهد التاريخية على مغربية الصحراء، على اعتبار أن إسبانيا كانت تستعمر هذه الأقاليم أثناء فترة الحماية التي خضع لها المغرب ما بين 1912 و1956.
مريم الدويهي أكبر بنات الراحل رشيد الدويهي
ماهي نوع العلاقة الخاصة التي جمعتك بوالدك رشيد الدويهي ؟
علاقتي مع والدي الراحل، كانت علاقة إستثنائية جدا لدرجة أنه كان هناك إنسجام روحي قوي بيننا، بحكم أنني أكبر بناته وكان دائما يفتخر بي وكان يناديني بإبنتي البارة مريم، وعندما مرض واشتد عليه الوجع، إختارني من بين أولاده جميعا للذهاب معه إلى العلاج.
وعند وفاته ترك فراغا كبيرا وأتذكر عند دراستي في إسبانيا كان يهاتفني مرتان في اليوم، علما أن رغبتي كانت هي السفر إلى أمريكا لاستكمال دراستي العليا، لكن والدي رفض رفضا باتا بسبب المسافة الكبيرة بين المغرب والولايات المتحدة، وفضل أن أدرس في أوروبا نظرا للقرب الجغرافي مع الوطن.
ماهي الوصايا التي أوصاك بها والدك الراحل؟
في آخر لحظات وفاته، كان هناك شخصان مهمان داخل الدولة المغربية مع والدي وكنت حاضرة معهم، وقال لنا، أوصيكم بأمرين لاثالث لهما، أوصيكم بالأسرة العلوية الشريفة وبالملك محمد السادس نصره الله وأن تكونوا له عونا ونصيرا، وأوصيكم بالدفاع عن مغربية الصحراء.
ماشاءالله عائلة رائعة و كلاس. الله يحفظ
Je tiens à féliciter chaleureusement Mme. EL ALEM Mahfouda pour son admirable parcours aux côtés du défunt Mohamed Rachid DUIHI , qui a dédié sa vie à sa patrie. Leur engagement envers leur pays est une source d’inspiration pour nous tous.
De plus, je souhaite adresser mes plus sincères félicitations aux enfants de cette famille pour leurs parcours réussis. Leurs accomplissements sont un témoignage de leur détermination et de leur travail acharné.Son soutien constant et son encouragement ont été un élément clé de leurs parcours impressionnants.
Madame Mahfouda EL ALEM incarne véritablement la dévotion, la persévérance et l’amour de la famille. Son engagement envers son époux et sa patrie est exemplaire, et cela transparaît clairement dans l’article
L’engagement passionné envers sa patrie demeure le plus précieux des trésors légués a sa famille .
Que son âme repose en paix
المرحوم رشيد الدويهي الرجل الشهم الكريم، كان شخصية فذة، محنك ومتمكن سياسيا، محبا لوطنه وملكه، تغمده الله بواسع رحمته.