الشأن الإسبانيسياسة
أخر الأخبار

فيليب السادس.. يؤكد دعم مدريد للأمن الأوروبي من قلب أوروبا الشرقية

أجرى العاهل الإسباني الملك فيليب السادس زيارة استراتيجية إلى القوات الإسبانية المنتشرة في الجناح الشرقي للحلف، وتحديدًا في سلوفاكيا، في خطوة رمزية تعكس التزام مدريد العميق بالأمن الجماعي الأوروبي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وقد تابع الملك عن كثب مناورات عسكرية في قاعدة “ليست”، حيث تقود إسبانيا لواءً متعدد الجنسيات يضم قوات من سلوفاكيا، والبرتغال، ورومانيا، وجمهورية التشيك. تأتي هذه التدريبات في إطار عملية “Strong Lineage” (الإرث القوي)، والتي شارك فيها قرابة 2000 جندي، يشكل الإسبان 75% من مجموعهم، بهدف تعزيز الجاهزية السريعة والقدرة على العمل المشترك بين الحلفاء.

ووفقًا لبيانات رسمية نشرتها وسائل إعلام إسبانية، أصبحت قاعدة “ليست” أحد المراكز المحورية للوجود العسكري الإسباني في الخارج، حيث تضم 800 عسكري إسباني وأكثر من 200 مركبة عسكرية متمركزة بشكل دائم، ما يجعل سلوفاكيا الدولة التي تحتضن أكبر عدد من القوات الإسبانية خارج البلاد.

وقد رافق الملك في زيارته الرئيس السلوفاكي بيتر بيليغريني، حيث شهدا استعراضات تكتيكية وزارا وحدات طبية ميدانية تحاكي تقديم الرعاية للمصابين في ساحة المعركة. ووجه الملك فيليب السادس رسالة سياسية واضحة عبّر فيها عن ضرورة “العمل معًا ضد الأصوات الخطرة والمضللة” التي تهدد وحدة أوروبا، في تأكيد على دور الملك كرمز للاستمرارية الاستراتيجية لإسبانيا داخل الحلف الأطلسي.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة الملك إلى سلوفاكيا جاءت عقب محطة سابقة في رومانيا، حيث التقى بالرئيس نيكوسور دان وزار قوات بلاده المتمركزة هناك ضمن مجموعة القتال متعددة الجنسيات، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والدعم العملياتي المشترك.

وتزداد أهمية هذه الزيارات مع اقتراب موعد قمة الناتو في لاهاي، المقررة قريبًا، والتي سيُطرح فيها موضوع زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يجعل من حضور الملك في الميدان دعمًا رمزيًا للسياسة الدفاعية للحكومة الإسبانية.

ويحمل وجود العاهل الإسباني في هذه المواقع الأمامية دلالة رمزية قوية، إذ يهدف إلى تأكيد الالتزام الفعلي لإسبانيا بمبادئ الردع الجماعي والدفاع المشترك، وتعزيز الثقة بين الحلفاء، ورفع معنويات القوات المنتشرة، إضافة إلى تثبيت موقع مدريد كلاعب موثوق في البنية الأمنية الأوروبية.

وهكذا، تؤكد إسبانيا من خلال قواتها المسلحة ودبلوماسيتها الملكية تمسكها بمبدأ الدفاع عن القيم التي تقوم عليها الشراكة الأطلسية، ومساهمتها الفاعلة في حفظ استقرار القارة في وجه التهديدات المستجدة.

https://anbaaexpress.ma/pshpx

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى