في خطوة استراتيجية للقوات المسلحة الإسبانية، أعلنت البحرية الإسبانية عن تكليف شركة “نافانتيا” العامة بدراسة جدوى بناء أول حاملة طائرات تقليدية في تاريخ البلاد، بقدرة تشغيل تصل إلى 30 مقاتلة من الجيل الجديد، على أن يُستوحى تصميمها من حاملة الطائرات النووية الفرنسية “شارل ديغول”، التي تمثل رأس الحربة في قوة الردع البحري الفرنسية.
وبخلاف نظيرتها الفرنسية التي تعتمد على الدفع النووي، من المقرر أن تعمل الحاملة الإسبانية الجديدة وفق موقع “دفاعي اسباني متخصص” بنظام دفع تقليدي. وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز قدرات الإسقاط الجوي والردع البحري لإسبانيا، خاصة مع التوجه المستقبلي لاقتناء سفينة برمائية متعددة المهام من طراز “خوان كارلوس الأول”، التي تعد بدورها حاملة طائرات خفيفة.
يشار إلى أن النموذج الفرنسي “شارل ديغول” يشكل العمود الفقري للقدرات الهجومية للبحرية الفرنسية، ويُستخدم في مهام متعددة تشمل جمع المعلومات الاستخباراتية، والردع النووي بفضل تسليح مقاتلات “رافال مارين” بصواريخ ASMP-A الجو-أرض بعيدة المدى.
ويتكون مجموعة القتال التابعة لحاملة “شارل ديغول” من الحاملة نفسها إلى جانب مجموعة جوية متكاملة، وفرقاطات متخصصة في الحرب المضادة للغواصات والطائرات، وغواصة هجومية نووية، وسفينة تزويد لوجستي، حيث يتكيف هذا التشكيل بحسب مستوى التهديد العملياتي. ومع ذلك، لا يمكن لحاملة الطائرات تنفيذ عملياتها بنجاح دون مرافقة مباشرة من فرقاطات وسفن دعم.
وتفتخر البحرية الفرنسية بقدرات حاملة طائراتها النووية، مؤكدة أنها قادرة على تنفيذ ضربات ضد أهداف بحرية وبرية، وتأمين غطاء جوي لساحات العمليات سواء كانت برية أو بحرية، إضافة إلى دعم العمليات البرمائية على السواحل المعادية.