مجتمع
أخر الأخبار

نداء القنيطرة.. الفيدرالية المغربية للإعلام تدق ناقوس الخطر بشأن انحرافات الممارسة الصحفية

في لحظة تأمل عميقة وقلق متزايد بشأن مستقبل الصحافة والإعلام بالمغرب، أطلقت الفيدرالية المغربية للإعلام، خلال جمعها العام المنعقد اليوم الأحد 20 أبريل 2025 بمدينة القنيطرة، “نداء القنيطرة” الذي يشكل صرخة جماعية في وجه ما وصفته بـ”الانحرافات الخطيرة” التي تهدد المهنة وتسيء إلى رسالتها النبيلة.

وأكد أعضاء الفيدرالية، عقب نقاش معمق حول أوضاع الممارسة الصحفية بمختلف تفرعاتها، أن المشهد الإعلامي بات يعاني من مظاهر تشهير وابتزاز وترويج للإشاعات، فضلاً عن انتهاك الحياة الخاصة للمواطنين، ما يتطلب تحركاً عاجلاً لإعادة الاعتبار لقيم المهنة وأخلاقياتها.

تشخيص دقيق ونداءات واضحة

وأبرز المشاركون أن الحريات الواسعة التي عرفها المغرب في مجال الإعلام، تحولت في بعض الحالات إلى ساحة عبث، استغلها دخلاء لا يتوفرون على الكفاءة المهنية ولا الخلفية التعليمية المناسبة لممارسة الصحافة، داعين إلى:

  1. سن إطار قانوني صارم ضمن قانون الصحافة لردع الممارسات غير المهنية.
  2. منع غير المؤهلين من ولوج المهنة أو الاستفادة من البطاقة الصحفية والدعم العمومي.
  3. التمييز بوضوح بين مهنة الصحفي وصناع المحتوى (المؤثرين) على المنصات الرقمية.
  4. فرض الالتزام بالقوانين وأخلاقيات المهنة على كافة الممارسين.

دعوة للمؤسسات للتدخل والتأطير

وطالبت الفيدرالية كل الجهات المعنية، وعلى رأسها الوزارة الوصية، والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ورئاسة النيابة العامة، والمجلس الوطني للصحافة (في تركيبته المؤقتة)، بتحمل مسؤولياتها الكاملة في مواجهة هذه التجاوزات، واتخاذ ما يلزم لتصحيح مسار الصحافة وتخليقها.

رؤية إصلاحية واستشراف للمستقبل

ولم يكتف البيان بالتحذير، بل قدم خارطة طريق واضحة للنهوض بالمهنة، من خلال:

  • إطلاق برنامج تكوين مهني في الصحافة واللغات بشراكة مع الوزارة.
  • تحديث الممارسة بإدخال الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
  • التوافق بين التمثيليات المهنية حول الدعم العمومي وضمان استمراريته بشفافية.
  • إحداث جائزة دولية للصحافة.
  • تنظيم منتدى دولي للإعلام بالمغرب.
  • إصدار تقرير سنوي يرصد الانحرافات المهنية في الحقل الصحفي.

إعلام وطني بامتداد دولي

كما دعا البيان إلى إنشاء هيئة مغربية مختصة في الإعلام الخارجي، مهمتها تحسين صورة المغرب دولياً، إلى جانب إشراك التمثيليات المهنية في حوارات استراتيجية مع شركات التواصل الكبرى، تحت مظلة جامعة الدول العربية، للدفاع عن قضايا الإعلام العربي وتحقيق التوازن في المحتوى والعائد الإعلاني.

نداء القنيطرة هو أكثر من بيان؛ إنه دعوة جماعية لإنقاذ المهنة واسترجاع بريقها، واستعادة ثقة الجمهور في صحافة مسؤولة، نزيهة، وذات أثر إيجابي في المجتمع.

https://anbaaexpress.ma/p0ct1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى