عقدت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، اليوم الأحد إجتماع وزراء الخارجية العرب، في العاصمة طرابلس، بحضور خجول وضعيف، بعد غياب أغلب الوزراء العرب، وعلى رأسهم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيظ، بسبب الإنقسام الحكومي في ليبيا.
وللإشارة، سبق أن وجهت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الليبي، التي يرأسها فتحي باشاغا، رسالة إلى جامعة الدول العربية لـ “المطالبة بعدم تولي وزيرة الخارجية في حكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية، رئاسة الدورة 158 لاجتماعات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري”.
وأوضحت الحكومة التي يرأسها فتحي باشاغا، في رسالتها، التي تعارض إجتماع وزراء خارجية الدول العربية، أنّ “الجامعة العربية بهذا الإجراء تخالف دورها المعهود في التضامن الكامل مع دولة ليبيا في أزمتها، ومساعدتها في الحفاظ على وحدة أراضيها، والاعتراف بالحكومة الليبية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب”
وقد حضر، إجتماع اليوم، الذي دعت إليه حكومة الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، وزراء خارجية تونس عثمان الجرندي والجزائر رمطان العمامرة والسودان وجزر القمر وفلسطين فقط، إلى جانب وزير الدولة لشؤون الخارجية القطرية سلطان المريخي، ومعهم المبعوث الأممي عبدالله باتيلي وممثلون عن الإتحاد الإفريقي، فيما أرسلت بقيّة الدول سفراءها في ليبيا لتمثيلها.
وخلال افتتاح هذا الإجتماع، أكدّت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش التزام حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بإجراء الإنتخابات وإنهاء المراحل الإنتقالية ومنع انزلاقها إلى الفوضى، داعية إلى ضرورة أن تكون جهود الجامعة على مستوى جهود الأمم المتحدة.
كما صرحت المنقوش “حكومة الوحدة الوطنية مصرة على دور الجامعة العربية، ولا يمكن منعها من لعب دور إيجابي في إنهاء المرحلة الانتقالية”.
ومن جهته، اعتبر المبعوث الأممي “عبدالله باتيلي” في الكلمة التي ألقاها خلال الإجتماع، إن عقد الإجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في العاصمة طرابلس يهدف إلى “خلق ظروف لمساعدة ليبيا على العودة”، مؤكدا أن “التضامن ضروري لأن المنطقة تحتاج إلى أن تكون ليبيا بلدا مستقرا”، داعيا الأطراف الليبية إلى ضرورة التوافق من أجل أن تصبح بلادهم دولة مستقرّة.
وأضاف قائلا: “الأزمة الليبية طالت أكثر من عشر سنوات، وحان الوقت لأن يجتمع شمل الليبيين وقادتهم بحل ليبي ليبي”، مشيرا إلى أن الليبيين يريدون حلّ الأزمة.
واعتبر مجموعة من مراقبون أن رفض عدّة وزراء خارجية عرب الحضور في هذا الإجتماع، جاء من أجل الحفاظ على موقف الحياد تجاه الأزمة الليبية وللبقاء على نفس المسافة من حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا.
كما أكد المراقبون، بأن الصراع على السلطة، وتنازع عن ترؤس هذا اللقاء الوزاري للخارجية الدول العربية، من طرف الدبيبة وباشاغا، لا يخدم مصلحة ليبيا، ولا يساهم في الإفراج عن الأزمة السياسية التي طال امدها.
تعليق واحد