في خطوة دبلوماسية لافتة، كشف دييغو موريخون باثمينيا، سفير جمهورية الإكوادور المعتمد لدى المملكة المغربية، عن الوجه الخفي لسياسة النظام الجزائري المعادية، مؤكّدًا أن الجزائر لم تتردد في معاقبة بلاده اقتصاديًا فقط لأنها اختارت تطوير علاقاتها السيادية مع المغرب وافتتاح سفارة لها بالرباط.
وأوضح السفير الإكوادوري، خلال لقاء أكاديمي احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، يوم الخميس 11 /12 /2025 أن قرار بلاده بتعزيز حضورها الدبلوماسي في المغرب أثار انزعاج بعض الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها الجزائر، التي سارعت إلى وقف علاقاتها التجارية مع الإكوادور، خصوصًا في ما يتعلق باستيراد فاكهة الموز، في سلوك اعتبره مراقبون دليلاً إضافيًا على منطق الابتزاز السياسي الذي ينتهجه النظام الجزائري تجاه الدول التي تنفتح على المملكة المغربية.
وشدد باثمينيا على أن بلاده لن ترضخ لهذه الضغوط، وأنها ماضية بثبات في توطيد علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب، انطلاقًا من قناعة راسخة بأهمية الشراكة مع المملكة، سياسيًا وثقافيًا وأكاديميًا، وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.
وفي السياق ذاته، أبرز السفير الإكوادوري أن العلاقات بين الرباط وكيتو، رغم قدمها، عرفت في الآونة الأخيرة دينامية جديدة تُوّجت بافتتاح سفارة الإكوادور بالرباط خلال شهر يوليوز الماضي، في خطوة تعكس إرادة سياسية واضحة لتعزيز التعاون جنوب–جنوب، بعيدًا عن الحسابات الضيقة وردود الفعل العدائية.
وأكد الدبلوماسي الإكوادوري أن الدبلوماسية الرسمية لا تكتمل إلا عبر دبلوماسية موازية، تقوم على التعاون الثقافي والأكاديمي.

كما أشار دييغو موريخون باثمينيا إلى أن السفارة الإكوادورية تعمل على إطلاق مشاريع ثقافية مشتركة، وتنظيم أنشطة فنية وأدبية، إلى جانب الدفع في اتجاه إبرام اتفاقيات تعاون جامعي، خاصة مع جامعة محمد الخامس، لفتح آفاق تبادل الطلبة والأساتذة وتعزيز البحث العلمي المشترك.
وفي تصريح خصّ به أنباء إكسبريس، أوضح عزالدين الطاهري، رئيس شعبة الدراسات الإسبانية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن هذا اللقاء يندرج في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الدولي، وسعيها إلى مدّ جسور التواصل مع دول أمريكا اللاتينية، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية ضيقة.
وأكد الطاهري أن الشعبة دأبت على تنظيم لقاءات مماثلة مع عدد من سفارات الدول الناطقة بالإسبانية، معتبرًا أن اللقاء مع سفير الإكوادور يشكل فرصة علمية متميزة لتعميق النقاش حول العلاقات المغربية–الإكوادورية، وتمكين الطلبة من الاحتكاك المباشر بتجارب دبلوماسية حية.
وأضاف المتحدث ذاته أن هذا النوع من المبادرات الأكاديمية يساهم في تعزيز الكفاءات اللغوية والفكرية للطلبة، والتعريف بثقافات أمريكا اللاتينية وتاريخها الغني، بما يرسخ قيم الحوار والانفتاح والتفاهم بين الشعوب.
ويأتي هذا الموقف الإكوادوري ليعزز مرة أخرى صورة المغرب كفاعل دبلوماسي موثوق وشريك استراتيجي، في مقابل استمرار النظام الجزائري في انتهاج سياسة عدائية ومعاقبة الدول التي ترفض الاصطفاف خلف أجندته، وهو ما يفضح عزلة هذا النظام وتناقض خطابه مع مبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول.





