وسط سخط الشعب الجزائري المقهور و المكوية جيوبهم بغلاء المعيشة، عودة الطوابير الطويلة للمواطنين من جديد، يقفون ساعات الانتظار، لاقتناء مواد أساسية في مقدمتها الحليب وزيت والطحين..، تبدأ طوابير العار منذ الساعة الثالثة ليلا من كل يوم، ورغم المعاناة، يواصل الجزائريون الوقوف في الطابور حتى السادسة صباحاً، للحصول على كيس حليب أو الظفر بكيسين.
تعيش الجزائر أزمة خانقة، تزداد فيها معاناة المواطنين، بشكل مستمر، بسبب ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية ونقص حاد في بعضها، على سبيل المثال، ندرة حادة في الحليب المجفف، وكذلك ندرة زيوت الطعام والطحين، ممادفع المواطنين إلى اصطفاف يومياً أمام نقاط البيع، في انتظار وصول شحنات التوزيع، للظفر بقارورة زيت سعة لترين أو 5 لترات، أو الحصول على كيس الحليب.
وفي اتصال هاتفي، من وهران لأنباء إكسبريس، صرح “طاهر حمادي” مواطن جزائري، إنه أمر محزن ومؤسف أن نعيش كل هذا فيما يسمونه “الجزائر الجديدة” التي لم تأت بأي جديد للمواطنين، سوى الفقر والذل والعار.
وكما يعلم الجميع فالعسكر هم المتحكمون في القرار وفي اختيار الرؤساء، لأنهم منذ تسلّموا إدارة الدولة من المستعمر في استفتاء عام أجرته فرنسا، وهم يعيشون أزمة في الشرعية.
ويرى المراقبون بأن حكام الجزائر، ينتقمون من الشعب الجزائري، عن طريق إستغلال ثرواته، و تفقيره، و حرمانه، من أبسط الأشياء، من أجل إضغاف الحرك الشعبي المدني، الذي يعرف اجماع وسط الشعب الجزائري.
وفي تقرير سابق لأنباء إكسبريس، تحت إسم “المقنع”، ..يرى البعض أنّ الجزائر التي تبرر عدوانها على المغرب برفع شعار تقرير المصير في الصحراء، لا تطبق هذا الشعار على شعبها الذي تحرمه من الثروات الطبيعية، ويتجلى هذا التناقض أيضا في أنها تطالب بتقرير المصير للشعب الصحراوي في الصحراء المغربية، التي تعيش وتيرة متصاعدة في التنمية ولا تسمح بتقرير مصير أبناء الصحراء المغربية المحتجزين في مخيمات تندوف، لأنها تمنعهم من مغادرة المخيمات وتعتقل كل من سولت له نفسه العودة إلى وطنه.
ويرى معظم المحللين بأنّ الجزائر استنزفت كل ثرواتها لتقسيم المغرب ولكنها في النهاية خسرت شعبها وأصبح مصيرها السياسي مجهولا.
طوابير طويلة للمواطنين الجزائريين أمام نقاط البيع، للحصول على كيس حليب
وأضاف التقرير بأن الجزائر تلقت ضربة قاضية، عندما عرفت أن أوروبا لم تجد في الغاز الجزائري تعويضا عن الغاز الروسي، وبأن الجزائر عاجزة عن تعويض هذا النقص بسبب بنيتها التحتية الهشة والضعيفة، ولأن أوروبا عرفت أن الجزائر حولت الغاز إلى ورقة، خصوصا وأن أنبوب الغاز الذي سيمتد من نيجيريا عبر المغرب إلى أوروبا شكل صدمة للجزائر، وعطّل الاستعمال السياسي للغاز الجزائري، حيث أصبحت ورقة الغاز الجزائري محترقة.