دوليسياسة

تحليل.. متابعات لأحداث الحرب الروسية الأوكرانية

مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تناولت الموضوع من خلال متابعتي للشأن السياسي والتاريخي منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي وإنفراط عقد حلف وارسو والمحتوي الاقتصادي ” الكميكون “..، و إستقلال الجمهوريات السوفياتية السابقة وماتلاها للنهوض بروسيا الاتحادية، وعودتها للمسرح الدولي كقوة عظمى، بقيادة فلاديمير بوتين وسياساتها الداخلية والخارجية، أعطى  لروسيا دورا عالميا، عسكريا وإقتصاديا وحققت نجاحات مهمة في تدخلها في سوريا وإنهاء الحرب وتواجدها في المنطقة.

كل ذلك جعل من روسيا والصين التهديد الأول للسياسة الأمريكية، ويأتي ذلك بعد إنسحاب أمريكا من أفغانستان التي ورطت فيها الاتحاد السوفياتي السابق..، ولعلها العودة لمضايقة روسيا والصين سوف يتكرر في أفغانستان و لكن الأولوية كانت من أوكرانيا التي تمثل عمق روسيا بهدف محاصرتها بعدما انضمت دول أوروبا الشرقية لحلف الناتو والاتحاد الاوربي، ولم يتبقي سوى بيلاروسيا الحليف الاستراتيجي لروسيا، وقد تورطت أوروبا في الصراع مع الجار والشريك التجاري والإقتصادي لروسيا الإتحادية

فظهرت أوروبا ضعيفة تابعة للسياسات الأمريكية بعد عودة أمريكا لها بعكس سياسة إدارة ترامب التي بدأت في التخلي عنها بل طلبت الأموال مقابل الدفاع عنها.

وجاء خروج بريطانيا الحليف لامريكا لتأكيد التوقعات السابقة بأن خروجها ليس بمحظ الصدفة، بحكم دهاء السياسة البريطانية ولعل دورها القوى في دعم أوكرانيا مايؤكد إستراتيجية خفيفة بهذا الكم الهائل من العقوبات على روسيا، ومغامرة كبيرة قد تغيير ملامح النظام العالمي أو فشل هذه السياسة الانجلوسسكونية، ونعتقد بأن أولى ملامح الفشل أو تعثر هذه السياسة هو سقوط جونسون وإن كانت السياسية لا تتأثر بالأشخاص.

أما روسيا الاتحادية، يبدو أنها كانت تتوقع هذه الحرب وهي تمتلك مفاتيح اقتصادية مهمة، وأهمها الغاز الذي تعتمد عليه أوروبا وقد إرتفعت أسعار النفظ وروسيا في مقدمة الدول المنتجة.

أما إقتصاديا فتعول روسيا للضغط على أوروبا عبر إمدادات الغاز مع قرب فصل الشتاء، وتعد ألمانيا الشريك الأول لروسيا قبل الحرب، والمستورد الأول للغاز الطبيعي الروسي، في ظل عدم وجود بديل لعدة عوامل أهمها :

خط نورد ستريم هو خط أنابيب مزدوج بدأ منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011، في نقل الغاز الطبيعي من روسيا، إلى أوروبا عبر بحر البلطيق بإجمالي 55 مليار متر مكعب سنويا، وعلى مدار 50 عاما وفق الاتفاقات المبرمة.

عسكريا إستمرار الحرب بعدما قطعت أوصال أوكرانيا ودمرت البنية التحتية وسيطرت على مصادر إنتاج القمح الأوكراني، وتراهن روسيا على التحالف مع إيران من خلال إتفاقيات تعاون عسكري وبرامج سرية،أيضا رفض الدول المنتج للنفط وأهمها الدول الخليجية، التي فهمت النتائج وتراهن على فشل السياسية الأمريكية وقد فشلت زيارة الرئيس بايدن قبل أيام للمنطقة، وإنشغالها بملفات إيران والأزمة الاقتصادية داخل امريكا، والانتخابات النصفية القادمة والمتوقع سيطرة الجمهوريين عليها، ومن المتوقع ومع إستمرار الحرب والعقوبات الإقتصادية على روسيا فشلها بسبب سوء التقدير وتأثر الدول الأوروبية، بالأزمات الإقتصادية من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تواجه معارضة اوروبية.

https://anbaaexpress.ma/nnhwt

إدريس أحميد

صحفي و باحث في الشأن السياسي المغاربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى