الدكتور أنور الشرقاوي
لقد نُشر للتو على وسائل التواصل الاجتماعي تصريحٌ مفاده أن “إسرائيل هي السبب الأول لوفيات الأطفال في العالم”، بواسطة زميلتي الدكتورة عزيزة اليغفوري.
هذا التصريح للدكتورة اليغفوري الذي يحيل على واقع مؤلم يعيشه أطفال غزة، دفعني إلى التفكير في الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى وفيات الأطفال في العالم.
فتساءلت مع نفسي وطرحت السؤال على تطبيق واتساب.
عاطفيا ووجدانيا وعربيا وإنسانيا لا أوافق نظرة الواتساب في تحليله إلا أنه يثير الانتباه علميا لأسباب مغفول عنها تؤدي إلى وفيات الأطفال.
وإليكم ما كانت الإجابة:
إن الفكرة القائلة بأن “السبب الأول لوفيات الأطفال في العالم هو إسرائيل” هي قول مثير للجدل وغير دقيق.
وإن كانت الإشارة هنا إلى الصراعات والعنف في بعض المناطق، خاصة في فلسطين، فإن من الضروري معالجة هذا الموضوع بدقة وبتفكير متوازن، مع مراعاة البيانات العالمية المتعلقة بأسباب وفيات الأطفال.
وفي الواقع، تشمل الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، ما يلي:
1. الأمراض المعدية: مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا، التي تعد من أكبر أسباب الوفيات بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، خاصة في الدول النامية.
2. سوء التغذية: الذي غالبًا ما يكون سببًا خفيًا، حيث يضعف الأطفال ويجعلهم أكثر عرضة لهذه الأمراض.
3. المضاعفات المرتبطة بالولادة المبكرة وبالولادة نفسها.
وإذا تحدثنا عن مناطق الصراع مثل إسرائيل وفلسطين، فإن تأثير العنف على الأطفال لا يمكن إنكاره، خاصة فيما يتعلق بالإصابات الجسدية والنفسية، وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية.
ولكن مع ذلك، من غير الصحيح القول إن هذا الصراع هو السبب الأول لوفيات الأطفال في العالم.
ومن الممكن أن يشمل النقاش الأكثر توازنًا تأثير الحروب والعنف على صحة الأطفال، مع التأكيد على أن الصراعات والفقر ونقص الرعاية الصحية تشكل عوامل مؤثرة في بعض المناطق.
من الضروري الاستناد إلى الحقائق لفهم التحديات العالمية الحقيقية التي تواجه الأطفال، وعدم تبسيط أسباب معاناتهم إلى وضع جيوسياسي واحد.