تتزايد الهجمات السيبرانية الموجهة نحو البنى التحتية الحيوية في أوروبا، حيث تبرز مجموعات مثل “APT28” المرتبطة بالاستخبارات الروسية ضمن أبرز منفذي الاختراقات التي عطلت خدمات الاتصالات والإنترنت في عدة مدن، وأحدثت فوضى في مطارات رئيسية وأربكت أنظمة النقل، ما زاد من إحساس المواطنين الأوروبيين بالهشاشة الأمنية.
وتكشف تقارير حديثة اطلعت عليها أنباء إكسبريس عن محاولات روسية لاستهداف الكابلات البحرية الحيوية للاتصال بين القارة الأوروبية والعالم، إذ اعترضت فنلندا سفينة روسية حاولت قطع أحد هذه الكابلات في حادث وصف بأنه رسالة رمزية لضرب الثقة في الأمن السيبراني الأوروبي.
كما شهدت بولندا ودول البلطيق توغلات متكررة لطائرات مسيّرة وأخرى عسكرية روسية داخل أجوائها، دفعت حلف الناتو إلى رفع مستوى التأهب والمراقبة منذ عام 2014 وتعزيز عملياته الوقائية، في وقت لا تزال فيه مسألة تفعيل المادة الخامسة الخاصة بالدفاع الجماعي محل تردد بسبب ضبابية طبيعة هذه الهجمات التي تقع في منطقة رمادية بين الحرب المعلنة والصراع الخفي.
ورغم لجوء دول مثل إستونيا وبولندا إلى المادة الرابعة لإجراء مشاورات عاجلة، فإن الحلف يواجه تحديًا متزايدًا في تحديد حدود الرد على استفزازات روسية متكررة تهدف إلى اختبار الإرادة الغربية أكثر من قدرتها العسكرية.
