في عام 2009م ألَّف الزوجان الصحفيان نيكولاس كريستوف، وشيرل ودون، كتاب “نصف السماء” والذي حصل على جائزة بوليتزر، والذي أورد إحصائية خطيرة عن النساء المقتولات في العالم، مفادها: “إن عدد النساء اللواتي قتلن في خمسين سنة مضت، أكثر من عدد كل المقتولين من الرجال في حروب القرن العشرين كله”.
ليأتي عام 2022م لتقتل كلُ من: الشابة المصرية نيرة أشرف التي ذُبحت بيد زميلها بالسكين في الجامعة، وعلى مرأى من الجميع، وقد رصدت الكاميرات عملية الذبح، بينما الأردنية إيمان أرشيد فقد قُتلت بست رصاصات على يد زميلها أيضًا لأنها رفضت الزواج به، والإمارتية لبنى منصور التي قُتلت على يد زوجها بواسطة السلاح الأبيض، والفلسطينية رنين السلعوس التي لم يُعرف قاتلها إلى الآن.
نيرة، إيمان، لبنى، رنين أسماء لأربع ضحايا جرائم قتل انتقامية تمت في أسبوع واحد، جعلت الوطن العربي كله يهتز لتقوم هيئات حقوق الإنسان، والمؤسسات النسوية، ومنظمة الصحة العالمية بتسليط الضوء على مشاكل العنف ضد المرأة في العالم والوطن العربي الذي وصل إلى حد سفك الدماء.
فقد أكد تقرير حقوقي أن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للعنف الجنسي أو الجسدي في حياتها، فالمرأة في مجتمعات العالم بأكمله تعامل معاملة دونية، ويتم التخلص منها بصمت، وبدون ضجيج، وكأنهن متاع بالي، كما أن خطر العنف على أساس الجنس يزداد بشكل كبير أثناء النزوح والتهجير والحروب والأزمات.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تحتل منطقة شرق المتوسط المرتبة الثانية عالميًا في حالات العنف الأسري ضد المرأة، حيث تصل إلى 37٪ من إجمالي الحالات العالمية، كما تظهر الإحصائيات زيادة في العنف ضد المرأة في أمريكا اللاتينية ودول أخرى، وفي منطقة البحر الكاريبي بالتحديد، وزادت المكالمات إلى خطوط المساعدة بنسبة 53 في المائة في المكسيك خلال الربع الأول من عام 2020م.
وعند بدء وباء كورونا زاد العنف المنزلي في هوبي بالصين بنسبة 300٪؛ و25٪ في الأرجنتين، و30٪ في قبرص، و33٪ في سنغافورة، و50٪ في البرازيل. كما ارتفعت الدعوات إلى الخطوط الساخنة للعنف المنزلي منذ اندلاع الوباء في المملكة المتحدة.
وإزداد الوضع قلقا في الولايات المتحدة، حيث أبلغت إدارات الشرطة عن زيادات في المدن في جميع أنحاء البلاد، وكانت على سبيل المثال: 18٪ في سان أنطونيو، و22٪ في بورتلاند، و10٪ في مدينة نيويورك. وفي إسرائيل، بمناسبة الشهر الدولي للتوعية بمكافحة العنف الأسري، أعلنت وزارة الضمان الاجتماعي أن هناك زيادة في عدد الحالات في العام الماضي، حوالي 19000 شخص توجهوا إلى مراكز المساعدة، ونحو 15000 من المكالمات طلبت التدخل.
أما في ألمانيا فقد ارتفعت جرائم العنف بين الأزواج والأزواج السابقين المبلغ عنها لدى الدوائر الأمنية في العام الماضي مقارنة بالأعوام الماضية، وفقا لإحصائية رسمية تقول إن العنف بين شركاء الحياة الحاليين أو السابقين أودى بحياة 139 امرأة و30 رجلٍا في 2020م.
أما حول جرائم قتل النساء في الوطن العربي فهناك تكتم شديد على الأعداد الحقيقية، فالبيانات المتخصصة المتعلقة بالجريمة ضد النساء شحيحة جدًا، والإحصائيات إن وجدت فهي احصائيات تابعة لمنظمات محلية أو دولية، ولناشطات قمن بهذا العمل بشكل تطوعي، وإن تم رصد هذه الجرائم من قبل الحكومات إلا أنه لا يوجد استمرارية في رصد هذه البيانات، فتُرصد في عام ثم تُغيب أعوام، ومع ذلك كانت الإحصائيات صادمة.
فالإحصائيات في البلاد العربية تُكذَّب وتُستنكر وتُحارب، ويشوه ويُتهم أصحابها بنواياهم وتوجهاتهم، وأنهم مأجورين، وأنهم يتبعون لجهة خارجية فَرضت عليهم النتائج قبل عملها، وغير ذلك من التهم التي في غالبها لا تمت للحقيقة بصلة، بل هي محاولة لإظهار الواقع العربي وكأنه واقع ملائكي، وراقي، لا مشاكل ولا جرائم ولا حالات عنف ولا.. ، وإن تم الاعتراف أن هناك مشكلة ما فتُصنف على أنها حالات فردية وشاذة، وليست ظاهرة عامة، طافية على السطح بحاجة إلى متابعة ودراسة، ووضع أساليب وطرق للوقاية والعلاج.
أما أسباب الجرائم في المجتمعات العربية ضد النساء فإن النسبة الأكبر منها تُرتكب من قبل الشريك والعائلة على خلفية الشرف، والتغطية على حوادث الاغتصاب، ورفض الزواج، كما أنه يتم في معظم هذه الحالات تبرئة القاتل على أنه ولي الدم، أو الادعاء أن القاتل مريض نفسي بغية الحصول على أحكام مخففة، أو يقوم المغتصب بالزواج ممن اغتصبها فتتم تبرئته.
وتتنوع طرق العنف لتشمل: السب والشتم والضرب والتعذيب الجسدي والنفسي لفترات طويلة قبل أن تصل إلى جريمة القتل.
وهذه بعض الإحصائيات المتوفرة حول العنف في الوطن العربي، إذ تصدرت مصر قائمة الدول العربية الأكثر عنفًا ضد المرأة، ثم تلتها في المرتبة الثانية العراق:
1- العنف في مصر: في دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومي للمرأة؛ نُشرت في يناير 2022م بعنوان العنف ضد المرأة “الأبعاد وآليات المواجهة”، حيث رصدت الدراسة أن 75% من النساء يتعرضن للعنف، و80% يتعرضن للتحرش في مصر، وكان العنف في الشارع هو الأكثر بروزًا لديهم، وجاء العنف المنزلي في المرتبة الثانية، كما ظهر العنف في أماكن الدراسة أو العمل في مراتب متأخرة؛ حيث بلغت ما نسبته 80 % تعرضن للعنف والتحرش في الشارع، وترتفع تلك النسبة في الحضر وبين الذكور والشباب الأصغر سنًا. وفي تقرير آخر حول العنف الأسري في مصر ذكر التقرير أنه تتعرض حوالي ثمانية ملايين امرأة مصرية لخطر العنف الأسري كل عام، وقد تتعرض نسبة تصل إلى 86% من الزوجات للإيذاء الزوجي. حيث يوجه أربعة من كل خمسة رجال متزوجين شكلاً من أشكال العنف النفسي ضد زوجاتهم. بالإضافة إلى ذلك، أبلغ ما يقرب من نصف الشابات عن تعرضهن للعنف الجسدي من قِبَلِ إخوانهن أو آبائهن.
2- العنف في العراق: في عام 2021م وحده سجل العراق 5 آلاف حالة تعنيف للنساء في بغداد وبقية المحافظات وفقًا لعضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، كما كشف المتحدث الرسمي باسم الداخلية العراقية عن تسجيل 3 آلاف و637 حالة اعتداء من الأزواج على زوجاتهم من مجموع 5 آلاف و292 حالة عنف أسري سُجلت في العاصمة بغداد وبقية محافظات البلاد في النصف الأول من العام الجاري.
3– العنف في الجزائر: رصدت مجموعة “فيمنيسيدز ألجيري” 74حالة قتل للنساء لعام 2019م، و55 حالة قتل لعام 2020م، و55 حالة لعام 2021م، بينما تراجعت حالات القتل إلى 24 حالة في عام 2022م. وهذه الأرقام في الحقيقة هي أعلى من ذلك بكثير، ذلك أن هذه الإحصائيات نتاج عمل تطوعي من قبل ناشطات نسويات.
3- العنف في المغرب: لا توجد هناك احصائيات رسمية توثق جرائم قتل النساء في المغرب، لكن هناك تقرير أُعدَّ تحت عنوان “المرأة المغربية في أرقام” تبين فيه انتشار معدل العنف في الفضاء الزوجي بنسبة 46% في 2019م، بمقابل 18.6% ضمن الفضاء العائلي.
أما الإحصائيات التي قدمتها المديرية العامة للأمن الوطني في 25 نوفمبر 2021م، والتي تبين استمرار استفحال ظاهرة العنف ضد المرأة في المغرب، إذ استقبلت مراكز المديرية ما مجموعه 61 ألفاً و388 قضية عنف ضد المرأة في ذلك العام، 7% منها تتعلق بقاصرين دون سنّ الرشد.
3- العنف في الأردن: أيضًا لا توجد احصائيات رسمية، إذ أن القتل على خلفية الشرف تبقى في الأردن طي الكتمان، إذ لا يوجد أحد يُبلغ عن اختفاء الضحية، ولقد قدّرت منظمة هيومن رايس ووتش عام 2016م وقوع ما بين 15 إلى 20 جريمة شرف سنوياً في الأردن، ورصدت جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” وقوع 18 جريمة قتل أسرية بحقّ النساء والفتيات خلال عام 2020م عبر تتبعها للأخبار المنشورة على وسائل الإعلام المختلفة.
4- العنف في لبنان: يرصد موقع “شريكة ولكن” الأخبار المنشورة عن جرائم القتل ضد النساء في لبنان وخارجه بصورةٍ أسبوعية ليسجّلها تحت اسم “العدّاد الأسبوعي”، ووثق الموقع 13 جريمة قتل ضد النساء والفتيات في لبنان عام 2019م، مقابل 27 جريمة قتل ضدّهن عام 2020م؛ ما يعني ارتفاع الجرائم بنسبة 107% في ذلك العام.
العنف في السودان: احتلت السودان المرتبة السادسة، حيث تُشير التقارير إلى ختان ما يقارب من 12.1 مليون فتاة، بالإضافة إلى اعتقالهن وجلدهن بسبب اللبس غير اللائق.
العنف في الصومال: احتلت الصومال المرتبة الثامنة، حيث تعرضت 1700 امرأة للاغتصاب في مخيمات المشردين، بالإضافة إلى التمييز بينها وبين الرجل الصومالي.
العنف في فلسطين: تذيلت فلسطين قائمة الدول العشرة الأولى الأكثر عنفًا، إذ تتعرض قرابة 51% من النساء الفلسطينيات للعنف المنزلي في غزة وحدها، فضلا عن تراجع الحد الأدنى لسن الزواج عن المعدل العالمي، إذ حدد بـ 17 سنة في غزة و15 سنة في الضفة الغربية. وكان العنف النفسي أكثر نوع عنف يمارس ضد النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهن الزواج (15-64 سنة) من قبل أزواجهن في فلسطين.
في النهاية نستطيع القول أن العنف ضد المرأة ليس بحاجة إلى قوانين تُشرع لحماية المرأة، بل القوانين موجودة وتم التعديل عليها في معظم دول الوطن العربي، ولكن ما تحتاجه النساء هو تفعيل هذه القوانين وتطبيقها؛ فهي كل يوم تُقتل بصمت.
جزاك الله خيرا دكتورتنا هي غير العنف الي عم يتمارس ضدنا ببلاد الغربة نتيجة الحرب اضطررنا للغربة وأصبح العنف ضدنا أكثر فأكثر لأننا وحدنا ببلاد الغربة وليس هناك من يدافع عنا ويتم استحكامنا بأن ليس لنا أهل ببلاد الغربة ولا نملك لغة البلد المقيم به أو لا نعرف من نلجأ إليه … تحياتي إلك خالتي سلمت يداكي وبالتوفيق
You are looking for iptv Reseller/Subscription panel to sell iptv in your customer. We have best reseller panel offer for you with 98000+ Chanels, Movie, Series
Hurry up Contact with us,,, and start your own iptv business with our reseller panel.
More info Visit: Soniptv.com
Contact
Whatsapp: +1 (208)740-1562
Telegrm: james352
Mail: support@soniptv.com