مجتمعمنوعات

تأليف الفضيحة بالمجتمع المغربي

فريد أزركي 
إن الحديث عن مفهوم “تأليف الفضيحة” أو ما يصطلح عليه باللغة الفرنسية la banalisation du scandale هو أمر يتطلب منا الوقوف عند المفهوم العميق لهذه الظاهرة، التي باتت تتسرب لمجتمعاتنا من خلال السب والقذف والشتم بين أوساط الشباب، وقد يتعدى الأمر ذلك وتصبح بعض المصطلحات متداولة بالرغم من قبحها،ويتم نشرها بين اوساط الناشئة.
ولقد تجسدت هذه الظاهرة بالصوت والصورة خلال مهرجان “البولفار” بالدار البيضاء، والذي كان عنوانه الأبرز “طوطو كلمة شكر بطابع خاص”، حيث قام مغني الراب المغربي بشكر وزارة الشباب والثقافة التواصل بمصطلحات متنافية مع قيم المجتمع، خصوصا وأن من حضر المهرجان هم فئة عريضة من الشباب.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فقد صرح الفنان السابق ذكره في مؤتمر صحفي تعاطيه لمخدر “الحشيش”، مبررا تصرفه بأنه مباح ولا يتنافى مع قيمه، من خلال سياق كلامه.ولا يختلف اثنان على أن “طوطو”، يمتلك فئة عريضة من الجمهور وجلهم شباب، الشئ الذي قد يشكل خطورة على تصرفاتهم بتأثرهم به سواء من خلال اللباس او المصطلحات او التصرفات، وهذا ما اتضح جليا في مهرجان “البولفار” وما رافقته من أحداث شغب.
يكثر القيل والقال ويحضر في أذهاننا أكثر من  سؤال، أين الوزارة الوصية؟ لا بل أكثر من ذلك هل لديكم سياسة ثقافية لإبراز الهوية المغربية؟ أم هل يكفي أن يقوم “طوطو” بإحياء سهرة فنية ويحرف اللهجة المغربية بمصطلحات نابية؟، اسئلة في مجملها ينبع منها السؤال الأكبر من يتحمل المسؤولية هل الشباب وبصفة عامة الجمهور الذي يبحث عن التفاهة أم الدور هنا يقع على وزارة الشباب والثقافة والتواصل والتي لم تحسن الإختيار في إعلان مشاركة مغني الراب المغربي في السهرة الفنية؟
وفي اعتقادنا المتواضع أن الوزارة الوصية تتحمل جزءا كبيرا من مسؤوليتها في ضبط سلوك الفنانين، واختيارهم لإحياء هكذا تظاهرات، والتأكيد عليهم باحترام القيم الاجتماعية والأخلاقية للمجتمع، فلا يكفي ان نعتبر أنفسنا في مجتمع محافظ دون التحلي بالأخلاق والقيم الإيجابية التي من شأنها أن تخلق جيلا ناشئا واعيا ومثقفا.
والجزء الأصغر من المسؤولية يتحمله المجتمع فالسهرات فضاء للترويح عن النفس دون إغفال التحلي بالأخلاق وحسن المعاملة.
https://anbaaexpress.ma/lzmxt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى