سياسةمجتمع
أخر الأخبار

من شواطئ الشمال إلى سبتة المحتلة.. البحر يفضح هشاشة الوعود الحكومية

شهدت مدينة سبتة المحتلة، خلال الساعات الماضية، أكبر موجة هجرة غير نظامية منذ مطلع صيف 2025، بعدما تمكن العشرات من المهاجرين، بينهم أطفال وقاصرون، من الوصول إلى المدينة سباحة وسط ظروف جوية خطيرة تميّزت ببحر هائج وضباب كثيف.

الحادث الذي وُصف بالاستثنائي أعاد إلى الواجهة الأسئلة القديمة الجديدة حول الإخفاقات المزمنة في إدارة ملفات الشباب والهشاشة الاقتصادية بالمغرب.

ووفق ما نقلته وسائل إعلام إسبانية، على رأسها جريدة El Faro de Ceuta وقناة RTVE العمومية الإسبانية، فإن وحدات الحرس المدني الإسباني، مدعومة بفرق الغواصين الخاصة (GEAS)، نفذت منذ ظهر الجمعة عمليات إنقاذ متواصلة استمرت حتى الساعات الأولى من صباح السبت، وتمكنت من إنقاذ عشرات المهاجرين السباحين، من بينهم 54 قاصرا ونحو 30 راشدا، معظمهم من الجنسية المغربية، إلى جانب مهاجرين من أصل فلسطيني.

ورغم التدخل الأمني المكثف، أكدت المصادر ذاتها أن عدداً من القاصرين نجحوا في التسلل إلى أحياء داخل المدينة، مما يلقي بظلال من الشك على الأرقام الرسمية المعلنة، ويُرجّح أن العدد الحقيقي للواصلين يفوق ما تم توثيقه.

وقد سارعت السلطات المحلية في سبتة إلى نقل الأطفال إلى مراكز إيواء مؤقتة، وسط مطالب ملحّة للحكومة المركزية الإسبانية بتوفير الدعم اللوجستي والمالي لمواجهة هذه الموجة المفاجئة من المهاجرين.

الصور المتداولة عبر الصحف الأوروبية ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر شبانا مغاربة يغامرون بحياتهم جماعياً في عرض البحر، أعادت إشعال الجدل في الأوساط السياسية والاجتماعية المغربية.

حيث اعتبر عدد من المراقبين أن هذه الواقعة تمثل انعكاساً صارخاً لحالة اليأس التي تعيشها شريحة واسعة من الشباب المغربي، خصوصًا في مناطق الشمال المهمشة.

ويرى محللون أن تصاعد موجات الهجرة خلال فترات الصيف بات ظاهرة دورية، لكن الخطير هذه المرة هو أن عدداً متزايداً من القاصرين باتوا يشكلون النسبة الأكبر من المتسللين، ما يكشف ليس فقط تردي الأوضاع الاقتصادية، بل أيضاً عمق أزمة الثقة في السياسات الحكومية الموجهة للشباب.

في المقابل، تلتزم حكومة أخنوش، حتى الآن، الصمت الرسمي إزاء الحادث، ما يزيد من حدة الانتقادات الموجهة إلى مؤسسات الدولة بشأن غياب أي رؤية مستدامة لمعالجة مسببات الهجرة غير النظامية، التي لم تعد تقتصر على الأوضاع الاقتصادية فحسب، بل تشمل الشعور بالإقصاء وفقدان الأمل في التغيير.

إن تكرار هذه المشاهد المأساوية وفق مراقبين، أمام أنظار المجتمع الدولي يحرج الرباط دبلوماسيا ويحملها مسؤولية مضاعفة تجاه جيل يبحث عن النجاة في الضفة الأخرى، حتى لو كان الثمن هو السباحة نحو المجهول.

https://anbaaexpress.ma/k8ft8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى