تم هذا الأسبوع، مشاهدة الصور الأولى لطائرات الهليكوبتر أباتشي AH-64E V6 ذات التمويه الصحراوي الملائم لبيئة التشغيل وشعارات القوات الجوية الملكية المغربية.
ويعد هذا الاستحواذ جزءًا من عقد تاريخي لتحديث القدرات الدفاعية للبلاد، وتعزيز دورها كقوة دفاعية رئيسية في شمال إفريقيا.
وفي عام 2020، وقع المغرب عقدا مع الولايات المتحدة من خلال برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية، بقيمة 440 مليون دولار، لشراء 24 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز AH-64E، مع خيار الحصول على 12 وحدة إضافية.
وتخطط الرباط لاستلام دفعة أولى من ست طائرات في النصف الأول من عام 2025، على أن تكتمل عمليات التسليم في عام 2026.
ويتضمن العقد شراكة صناعية مع شركة بوينج، تشمل نقل تقنيات صيانة المواد المركبة، وتعزيز القدرات الصناعية المحلية.
تتميز النسخة المغربية AH-64E V6، الأحدث من عائلة Apache، بالتحسينات التالية:
– أجهزة استشعار متقدمة: رادار AN/APG-78 للكشف بعيد المدى وكاميرات حرارية عالية الدقة تمكن من العمليات الليلية. تم زيادة مدى اكتشاف الهدف من 8 كم إلى 16 كم، مما يغطي مساحة 800 كيلومتر مربع في ساحة المعركة.
– القدرات البحرية: تصميم محسّن لمراقبة السواحل ومكافحة الأهداف البحرية. تم تحسين رادار التحكم في إطلاق النار Longbow لتحديد فئات السفن بغض النظر عن حالة البحر.
– اتصالات آمنة: نظام ARC-231 Skyfire للاتصالات المشفرة، المتكامل مع أنظمة القيادة المغربية. يمكن لطائرة الأباتشي تشغيل طائرات بدون طيار للتوجيه عن بعد، في حين يعمل رابط البيانات Link 16 على تعزيز الاتصالات والوعي الظرفي في البيئات البرية والبحرية.
وعلى مستوى المواصفات التقنية، ستتمتع طائرات الأباتشي المغربية بالمواصفات التالية:
– الطاقم: 2 طيارين.
– السرعة القصوى: 279 كم/ساعة.
– المدى التشغيلي: 480 كم، ويمتد نصف قطر عمله إلى جنوب المغرب.
– التسليح: 16 صاروخ هيلفاير (مضاد للدبابات)، صواريخ APKWS، مدفع أوتوماتيكي واحد من طراز M230
30 ملم للأهداف الأرضية وصواريخ ستينغر جو-جو.
– المحركات: 2 توربينات T700-GE-701D بقوة 1,994 حصان لكل منهما، مما يضمن كفاءة عالية
الأداء حتى في الظروف الجوية القاسية.
ستتمكن طائرات الأباتشي المغربية من اكتشاف الأهداف على مسافة 50 كيلومترًا وتنفيذ هجمات دقيقة في أي ظروف جوية. ومن الممكن أن يسمح التكامل المحتمل مع صاروخ Spike NLOS الإسرائيلي (مدى 50 كيلومترًا) لهذه الطائرات بمهاجمة الأهداف على أقصى مسافة باستخدام نظام M-TADS/PNVS.
تشكل طائرات الأباتشي ركيزة أساسية في الاستراتيجية العسكرية المغربية. ويمثل هذا العقد أيضًا تحولًا نحو توطين التقنيات، من خلال تحالفات نقل المعرفة، وهو أمر بالغ الأهمية في سياق جيوسياسي إقليمي تنافسي.
وبذلك يضع المغرب معيارا جديدا للقوة الجوية في أفريقيا، مدعوما بترسانة متعددة الأغراض قادرة على تأمين حدوده.
