فهد المصري
أولاً: يدين الحزب السوري الحر، بأشد عبارات الإدانة والشجب والاستنكار، استهداف الاحتلال الاسرائيلي للقوات السورية في محافظة السويداء، وتدمير مقر قيادة الأركان العامة ومحيط رئاسة الجمهورية، التي تعتبر مواقع تمثل الدولة السورية و سيادة الشعب السوري.
نشدد على رفضنا القاطع والحاسم التدخل الإسرائيلي السافر في الشؤون الداخلية للسوريين، وندعو العقلاء في اسرائيل إلى كبح جماح حكومتهم المتطرفة، التي ترتكب أخطاء تاريخية واستراتيجية وغبية بحق الشعب السوري وشعوب المنطقة، وتقوم بتدمير كل الفرص لتحقيق الأمن والاستقرار ولن تجلب هذه السياسات المتطرفة الأمن والاستقرار للشعب الاسرائيلي وشعوب المنطقة.
ثانياً: ندين و بأشد عبارات الإدانة والاستهجان والاستنكار، جرائم القتل والتنكيل بجثث الضحايا و السلوكيات الإجرامية والطائفية، ومن أي طرف كانت، فهذه الجرائم والسلوكيات لا تمثل قيم ومبادئ الشعب السوري وثورته المجيدة، ولا تمثل القيم المعروفية الأصيلة لجبل العرب الأشم، ونسأل الله الرحمة لجميع الشهداء الضحايا الأبرياء المدنيين، وشهداء الأمن الداخلي والجيش من الذين التزموا بأخلاقيات وقيم الشعب السوري.
ثالثاً: نثمن ونقدر عالياً المواقف الوطنية العاقلة والحكيمة والشجاعة، لشيوخ العقل والحكمة الأفاضل الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف الجربوع، وأبطال حركة رجال الكرامة على رأسهم الشيخ ليث البلعوس، الذين كان قرارهم مثل قرارغالبية أبناء محافظة السويداء الأكارم، بدعم قيادة المرحلة الانتقالية ودعم سلطة الدولة السورية، ورفض التدخلات والحماية الخارجية. إن إنجاح المرحلة الانتقالية ضرورة وطنية قصوى.
رابعاً: ندين بأشد عبارات الإدانة والاستهجان، المواقف المتشنجة والمؤسفة التي اتخذها الشيخ حكمت الهجري منذ سقوط نظام الأسد (مع احترامنا الكامل لمكانته وصفته الدينية) فهذه المواقف برفض سلطة الدولة، مزقت المجتمع الدرزي، ولم تجلب للسويداء وأهلها إلا الويلات، وجعلتها مسرحاً لأحداث دامية يراق بها الدم السوري.
على مر التاريخ اتصف موقف قيادة الطائفة المعروفية دائماً، بالعقلانية والحكمة وتجنيب أبناء الطائفة من أي مواجهة مع أي سلطة حاكمة والتعايش معها، ومن المؤلم والمؤسف أن يكون الرئيس الروحي للطائفة المعروفية اليوم سبباً في إراقة الدم السوري، والدفع نحو أعمال العنف والكراهية، وأداة تساعد على تغول الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية، وسبباً في قصف مواقع سيادية للشعب السوري.
خامساً: ندعو أهلنا الأكارم أبناء محافظة السويداء، إلى ضرورة أن تتصدر قوى المجتمع المدني و قياداتهم السياسية المشهد السياسي والإعلامي، وعزل الشيخ الهجريّ سياسياً وإعلامياً، وعدم السماح بتدخل رجال الدين في الشأن السياسي.
سادساً: لا يمكن القبول بالمطلق بوجود سلاح خارج سلطة الدولة السورية، ولا يمكن للسلم الأهلي أن يتحقق وتفرض الدولة سلطتها وهيبتها واحترام القانون، دون نزع ومصادرة سلاح جميع الميليشيات وبسط سلطة الدولة ومؤسساتها على كامل التراب السوري.
سابعاً: ندعو السلطة السورية الانتقالية إلى تشكيل لجنة تحقيق بكل الممارسات والسلوكيات الإجرامية والطائفية التي ارتكبت ومن أي طرف كان، وتقديمهم للمحاكمة (أسوة بلجنة التحقيق في المجازر التي وقعت في الساحل السوري) كما نطالب برصد جميع الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي التي حرضت على العنف والقتل والطائفية ومحاسبة أصحابها.
ثامناً: لا يمكن القبول أن يفرض أي طرف بقوة السلاح أو بقوة الدعم و الولاءات الخارجية، شكل وهوية الدولة السورية، ويبقى وحده المشروع الوطني الجامع، الملاذ الوحيد لكل السوريين والسوريات، لبناء شراكة وطنية عادلة.
إن هشاشة الحالة السورية والتفكك المجتمعي الحاصل، وإضاعة البوصلة الوطنية لدى البعض، واستمرار العدوان الاسرائيلي يحتم ضرورة الإسراع بكتابة عقد وطني جديد.
تاسعاً: نظراً لخطورة الأوضاع، وأن مؤسسات الدولة مازالت قيد التشكل والتأسيس، وعلى رأسها المؤسستين الأمنية والعسكرية، ومن منطلق حرصنا على دماء جميع السوريين ودون أي تمييز، ووحدة سورية الوطنية والترابية، وتحقيق الأمن والاستقرار، وبهدف إنجاح المرحلة الانتقالية لمواجهة كل التحديات والمخاطر.
ووقف جميع السلوكيات والممارسات الخاطئة والغريبة عن ثقافة المجتمع السوري فإن ذلك يلزمنا مجدداً لمطالبة السلطة الانتقالية، بضرورة طمأنة جميع أطياف الشعب السوري الدينية والقومية، والانفتاح على جميع القوى الوطنية، وجميع أطياف الشعب السوري، وتعزيز الشراكة الوطنية في قيادة جميع مؤسسات الدولة، والتوسيع الحكومي.
أخيراً ندعو القيادة السورية إلى مطالبة السلطات اللبنانية، بموقف رسمي واضح لمواجهة جميع أدوات التحريض والعنف والكراهية في لبنان، وتوقيف المدعو وئام وهاب وتقديمه للقضاء، بتهم التحريض على القتل والعنف والفتنة الطائفية، والتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، واعتبار هذا الطلب شرطاً ضرورياً، في مسار تطوير العلاقات السورية اللبنانية، كما نطالب باستصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه.
الدم السوري على السوري حرام
الرحمة لكل شهداء سورية والصبر والسلوان لأهاليهم
* رئيس الهيئة التأسيسية الحزب السوري الحر