دعت إسرائيل طرفي النزاع في السودان الذي بدأ منذ عشرة ايام محمد حمدان دقلو(حميدتي) والفريق أول عبد الفتاح البرهان الى قمة تفاوض و مصالحة في إسرائيل يتم خلالها مناقشة وقف إطلاق نار في البلاد.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية ، أجرى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، رونين ليفي، محادثات “مع كبار المسؤولين بين طرفي النزاع في الحرب الأهلية في السودان بهدف إنهاء القتال”، بحسب البيان، الذي أضاف أنه تم إحراز تقدم، وأنه يجري النظر في إمكانية استضافة اجتماع بين الأطراف المتحاربة في إسرائيل.
أضاف بيان الخارجية الإسرائيلية أن “التقدم” الذي تم إحرازه في الأيام الأخيرة في المحادثات مع الأطراف كان “مشجعا” للغاية.
وقال البيان: “منذ اندلاع القتال في البلاد، تعمل إسرائيل من خلال قنوات مختلفة لتحقيق وقف إطلاق النار، والتقدم الذي تم إحرازه في الأيام الأخيرة في المحادثات مع الأطراف مشجع للغاية”.
ونقل البيان عن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، قوله: “إذا كانت هناك طريقة يمكن لإسرائيل من خلالها المساعدة في وقف الحرب والعنف في البلاد، فسوف نكون سعداء للغاية للقيام بذلك”.
مبادرة إسرائيلية شبيهة بمبادرة روسيا وإيران في عهد نفتالي بينيت
بحسب موقع “والا العبري” المقرب من دوائر القرار السياسي بتل أبيب، فإن لحديث يدور عن عن مبادرة شبيهة لمبادرة الوساطة بين روسيا وايران والتي قادها رئيس الحكومة الأسبق نفتالي بينيت، لكن هذه المرة لإسرائيل يوجد معرفة عميقة أكثر بالأطراف المتنازعة وقادتهم قوات “الدعم السريع” و”الجيش السوداني” ما يعطيها قدرة أكبر للتأثير على الأطراف المتنازعة.
وحسب ذات المصدر، تتولى جهتان المسؤولية عن العلاقة بين إسرائيل والسودان، الأولى وزارة الخارجية الاسرائيلية والمسؤولة عن الاتصالات مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والموساد المسؤول عن العلاقات مع قائد قوات الدعم السريع حميدتي.
وكشف مسؤولون إسرائيليون ان إسرائيل كانت تعتقد قبل أسبوعين ان الاتفاق لاقامة حكومة مدنية في السودان هو مسألة وقت تستغرق عدة أيام وفوجئوا بفشل المباحثات على خلفية الخلاف بين البرهان وحميدتي والذي تحول الى صراع عنيف.
وأشار مسؤولون في وزارة الخارجية لموقع “والا” الى أن البرهان وأيضا حميدتي لم يستبعدا إمكانية الحضور الى الاجتماع في إسرائيل. وبحسبهم، الانطباع لدى إسرائيل هو أن الجانبين يدرسان الاقتراح بصورة إيجابية.
وتابع نفس المصدر أن إسرائيل نسقت هذه الخطوات السياسية في السودان ودول أخرى في المنطقة مثل الامارات وأطلعتهم مسبقا على اقتراح إقامة قمة المصالحة بين البرهان وحميدتي في إسرائيل.
ويشار الى ان السودان جزء من اتفاقيات أبراهام التي ابرمتها إسرائيل مع عدة دول عربية عام 2020 بوساطة إدارة دونالد ترامب.
وساهمت العلاقات التي تطورت مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع حميدتي، الى وجود فرصة خاصة لإسرائيل للمحاولة بالمساهمة بالتوصل الى وقف لاطلاق النار.
الدافع الإسرائيلي من خلال هذه المحاولة يتعلق بالمخاوف الإسرائيلية من أن التدهور في السودان يؤدي الى حرب أهلية جديدة تدمر الدولة، وتمنع إقامة دولة مدنية، وتزيل من جدول الاعمال احتمال التوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل والسودان. وفق ذات المصدر الإسرائيلي.
وفي سياق متصل أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن موافقة طرفي النزاع في السودان على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من يوم الثلاثاء.
وقال بلينكن في بيان: “عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد ابتداء من منتصف ليل 24 أبريل، ويستمر لمدة 72 ساعة”.
