أفريقيامجتمع

الدكتورة مينة لغزال لأنباء إكسبريس.. 25 سنة من حكم محمد السادس منجزات وأوراش غيرت وجه الصحراء المغربية

يحتفل الشعب المغربي قاطبة بمرور 25 سنة من تربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، ويزداد المرء فخرا بحجم المنجزات والمشاريع المحققة لرخاء ورفاه المواطنات والمواطنين المغاربة في كامل التراب الوطني.

وقد تميز عهد جلالة الملك محد السادس بثورة تنموية غيرت وجه المغرب والصحراء على وجه الخصوص، وعززت سبل العيش ودعمت تمكين الأفراد والجماعات من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بجهات الجنوب الثلاث وعززت فرص الاستثمار في الصحراء المغربية، بشكل أثار حسد الكثيرين من الفاعلين الدوليين والإقليميين.

وعززت القناعة لديهم بخطر تحويل الصحراء الى عامل جذب قاري، سيفتح أوروبا على عمق إفريقيا وسيجسر تواصل الافارقة مع القارة العجوز، ناهيك عن تمتين علاقات جنوب جنوب و تنويع الشراكات الدولية القائمة على التبادل التجاري والتطوير الاقتصادي الداعم للعنصر البشري والمجال في مختلف مناطق الأقاليم الجنوبية.

ورغبة من موقع أنباء اكسبريس في تقريب القارئ من حجم الإنجازات الملكية، والتتبع الشامل لقضايا أهل الصحراء وانشغالاتهم، ومدى تمتعهم بما تمنحه السياسات والبرامج الحكومية من إمكانيات لتطوير المجتمع والاقتصاد وتشجيع الاستثمار وتنويع الشراكات الدولية الواعدة لإحداث نقلة نوعية بالصحراء.

وما توصلت له الدبلوماسية المغربية من نجاحات بفضل حكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس وثقله السياسي الدولي من أجل التوصل الى إجماع دولي مساند لمخطط المملكة المغربية الرامي إلى منح الصحراء حكما ذاتيا لتدبير شؤونهم بأنفسهم وما رافقه من اعترافات محددة للموقف الدلي الجماعي من هذا النزاع المفتعل.

تواصلت أنباء إكسبريس بالدكتورة مينة لغزال، منسقة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية ورئيسة منظمة مدافعون من أجل حقوق الإنسان لاستطلاع رأي هيئتها في تقييم 25 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس وأثر قراراته وتوجيهاته على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية.

وفي تفاعل مع تساؤلنا بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك محمد السادس مقاليد حكم المغرب، صرحت الدكتورة مينة لغزال، أن لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية طعم خاص جدا، في سياق دولي متقلب تعكر صفوه النزاعات الدولية وغير الدولية وغلبة لغة المصالح على القيم الإنسانية وحسن الجوار ونبذ الخلافات.

وقالت الدكتورة لغزال أن أهم ما ميز العهد المحمدي هو الانخراط في مسار مصالحة وطنية هي الأولى من نوعها في منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط، غير وجه المغرب الحديث من دولة تحوم حولها الشبهات في علاقة بماضي الانتهاكات الجسيمة الأليم لحقوق الإنسان إلى وجهة لتطوير تجارب العدالة الانتقالية والممارسات الفضلى في مجال الحقوق والحريات، في تناسق ووعي عال بالمسؤولية بين العرش والشعب والحركة الحقوقية المغربية بضرورة المساهمة جنبا إلى جنب في بناء مصالحة وطنية، تثبت قدرة وإرادة المغاربة على التصالح مع ماضيهم وفتح ملفات كانت بمثابة طابوهات الى أمد قريب.

وتضيف المتحدثة أن إنشاء هيئة للإنصاف والمصالحة لدراسة والبث في الملفات والحالات المرتبطة بقضايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي لفترة تربو عن 43 سنة، وتنظيم جلسات استماع عمومية وجرأة الهيئة على الانكباب على ملفات الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بالصحراء وتعويض الضحايا وذويهم والتوصية بتنفيذ برامج جبر ضرر مادي ومعنوي فردي وجماعي في كل أقاليم الجنوب.

يشكل انتفاضة حقيقية على أساليب تدبير الماضي وأخطاءه، وتصريحا لا يعتريه لبس بنية تجديد الدولة لهياكلها واستعدادها لترجمة توصيات هيئة الانصاف والمصالحة المتعلقة بالإصلاحات التشريعية والمؤسساتية على أرض الواقع بالرغم مما تتعرض له المملكة من إكراهات جيو استراتيجية تصب كلها في محاولة فرملة تقدم المغرب الحديث.

وفاء المغرب بتعهداته في أقاليمه الجنوبية، هل من منجز

أوضحت الدكتورة أمينة لغزال ان ما قام به المغرب للنهوض بالحقوق والحريات أمر يدعو الى التأمل، وهو فعلا مثار إشادة دولية، سواء تعلق الامر بالمصالحة الوطنية التي رسخها المغرب في صحرائه الى جانب باقي مناطقه، أو إطلاق مشروع ملكي غير مسبوق من حيث المنطلقات والغايات والأهداف.

حيث أن اعتماد نموذج تنموي جديد خاص بأقاليم المغرب الجنوبية، يقطع مع ثقافة الريع في التدبير والعشوائية في هدر المال العام في مشاريع لا ترجع بنفع على المنطقة، وتكريس ترابطية وإلتقائية التدخلات الحكومية لضمان النجاعة والفعالية، يعد بمثابة استجابة فعلية لحاجيات وتطلعات سكان الصحراء المغربية في المشاركة السياسية وحرية الرأي والتعبير والتجمع وضمان الولوج للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتشدد الأستاذة لغزال على الأهمية القصوى لتشييد طريق سريع يربط شمال المملكة بجنوبها، باعتباره شريان حياة حقيقي سيحقق الإقلاع الاقتصادي الحقيقي لتلك المناطق وربطها بعمقها الإفريقي، إضافة الى ربح الزمن المتوقع لتنمية هذه الأقاليم وجعلها قطبا للإقلاع الاقتصادي ومنصة دولية للنهضة الاقتصادية الإفريقية ومعبرا لتجسير العلاقات جنوب جنوب.

وأضافت منسقة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية أن ما تم إنجازه يفوق بكثير حجم التوقعات في ارتباط بضمان المشاركة السياسية للمواطنين واختيار ممثليهم بحرية، وتطور عمل الهيئات التمثيلية بالمنطقة ونجاعة تدخلات الدولة في المجالات الاقتصادية وتطوير الاستثمار عن طريق دعم عمل المراكز الجهوية للاستثمار وفعالية تدخلات السلطات الولائية في توجيه وتنسيق مختلف الإدارات وأصحاب المصلحة الاخرين وتخصيص فضاء واسع للتفاعل مع هيئات المجتمع المدني.

الترافع حول مغربية الصحراء، تقدم محرز ملموس في فضاء معاد

وحول توالي الاعترافات بمغربية الصحراء في مختلف الساحات الدولية، أشارت الدكتور مينة لغزال إلى أن هذا الزخم الديبلوماسي المغربي المتوج بإحراز اعترافات بحق المغرب في بسط سيادته على أقاليمه الجنوبية، لا يضاهيه سوى النهضة الشاملة في جميع الميادين والسند الشعبي القوي لمختلف المبادرات الملكية القاضية بتكريس حق المغرب في استكمال وحدته الترابية وفقا للقانون الدولي ولتوصيات وقرارات الأمم المتحدة.

فالقول بخلاف ذلك، هو نكران لقناعة مجموع المغاربة وإجماعهم حول مغربية صحرائهم، وكذلك دحض لقناعة العشرات من الدول بمغربية الصحراء تاريخيا وجغرافيا وقانونيا وسياسيا.

ومن هذه المنطلق تضيف الأستاذة لغزال أن تواتر الاعترافات بمغربية الصحراء، يعد بمثابة تتويج لمجهودات ملكية وديبلوماسية ومدنية مؤمنة بعدالة قضيتها ومستشعرة بمسؤوليتها اتجاه حماية حقوق الأجيال القادمة وتفادي توريثهم لنزاع مفتعل نحن أقرب موقعا وأقوى سندا لحله بفضل حكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس ورؤيته السديدة لحل نزاع طال امده بسبب تعنت جيران لا يرون في إفرازات هذه القضية سوى تفويت الفرصة على ساكنة الصحراء في الأمن والسلم والتنمية، وسلبهم قطعة أرضية لضمان طريق سالك للمحيط الأطلسي.

https://anbaaexpress.ma/ha1kz

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى