في إطار تتبعها و إهتمامها بالقضية الوطنية، جريدة أنباء إكسبريس حاورت السيد عمر خنيبيلا رئيس لجنة الإعلام و التواصل بحركة صحراويون من أجل السلام.
أولا أستاذ عمر، ضعنا في سياق هذا اللقاء الدولي للسلام بإسبانيا و الذي تعتزم “حركة صحراويون من أجل السلام” تنظيمه الشهر المقبل ؟
اللقاء الدولي حول السلام والذي سيكون عبارة عن حوار صحراوي صحراوي، جاء في سياق عمل حركة صحراويون من أجل السلام، التي إرتأت تقديم هذا المقترح، وذلك لتعزيز وجود الصحراويين في ملف الصحراء، وتقديم فرصة لجميع فئات اهل الصحراء، بهدف الخروج بتصور جماعي.
من جهة أخرى يعيش ملف الصحراء حالة من الركود مما يستوجب خلق أجواء مناسبة لخلق أفكار وإبتكار حلول، وأظن أنه قد حان الوقت للظهور بشكل أفضل من قبل الصحراويين، والإستفادة من الإخفاقات والإختلالات التي شابت المرحلة السابقة، فخلال الخمسين سنة الماضية لم يكن هنالك توجه صالح للصحراويين، اليوم هم قادرون على الإدلاء بآرائهم بإعتبار الحاجة الملحة إلى الحل لايقاف نزيف المعاناة.
ماهي توقعاتكم باعتبار هذا اللقاء سيكون عبارة عن حوار صحراوي صحراوي يجمع كافة الحساسيات السياسية وشيوخ القبائل الصحراوية وممثلي المجتمع المدني الصحراوي بالداخل و الخارج ؟
نوعية الحضور وعلى رأسها شيوخ القبائل الصحراوية، إضافة إلى مختلف الفئات الفاعلة بالمجتمع الصحراوي، ستجعل من اللقاء إستثناءا، وحدثا بارزا، بحكم إنفراد حركة صحراويون من أجل السلام في تنظيمه وتميزها به، فخلال المرحلة السابقة غابت مثل هكذا ملتقيات التي تعتبر عاملا رئيسيا في فتح أبواب الحلول، وخلق أجواء مناسبة للتوافق بعيداً عن فكر التعصب، بحكم أن آراء الصحراويين هذه المرة سيتم التعبير عنها بالطريقة الصحيحة، خلاف ما سبق من تزوير واستغلال وخدمة الأجندات.
اللقاء فرصة للمنتظم الدولي للتعرف على طموحات الصحراويين، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على السلم والأمن بالمنطقة، مما سيسهل إيجاد حل نهائي.
بلغ لعلمنا أن الحدث سيعرف حضور شخصيات دولية بارزة ووزراء سابقين من عدة جنسيات مختلفة وأكاديميين وفاعلين سياسيين دوليين، في نظركم ماهي القيمة المضافة لهذا الحضور الوازن؟
حركة صحراويون من أجل السلام ومنذ تأسيسها وخلال فترة الاشتغال عكفت على الاتصال بكافة الجهات الدولية المعنية بقضية الصحراء، وربطت علاقات مهمة، وكسبت تأييدا واسعا بفضل خطابها المعتدل والواقعي، والأهم حرصها على إيجاد حل سلمي لإنهاء معاناة الصحراويين، لذلك كان المقترح بتنظيم حوار صحراوي صحراوي خطوة أخرى أقنعت بها حركة صحراويون من أجل السلام مختلف الجهات الدولية والشخصيات السياسية البارزة وأكاديميين مشهورين بضرورة الحضور للمشاركة، لذلك فنحن نعتبر أن حضورهم تعزيز لفكر وتوجه الحركة، وعامل أساسي للمساهمة في الترويج للحل السلمي.
بخصوص الإنتظارات من اللقاء، و تماشيا مع الديناميكية التي يعرفها ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ما هي الرسالة التي سيحملها هذا الحدث بالنسبة للمنتظم الدولي؟ و ماهو توقعكم كرئيس للجنة الإعلام و التواصل؟
الإجتماع بحد ذاته رسالة واضحة أن هناك حلقة مفقودة تتجلى بالضبط في ضرورة تعاطي المنتظم الدولي بشكل يختلف عن الماضي مع ملف الصحراء، خصوصا في ما يتعلق بالتمثيلية الصحراوية، أظن أنه من الإجحاف أن يقتصر المنتظم الدولي على مخاطب واحد فشل بشكل واضح في تقديم شئ للصحراويين، بل كان سببا في إطالة أمد المعاناة.
اليوم، أصوات الصحراويين تنادي بضرورة الحل، وحركة صحراويون من أجل السلام مستعدة لبدل كافة الجهود بهدف إخراج أهل الصحراء من هذا النفق المظلم، إنها فرصة مهمة لمساعدة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وتسهيل مهمته.
لماذا اخترتم “لاس بالماس” لتنظيم اللقاء ؟
يعتبر الموقف الإسباني الأخير بخصوص قضية الصحراء عاملا أساسيا في تحديد مكان اللقاء، فقد عبرت إسبانيا عن إستعدادها للمساهمة في إيجاد حل نهائي، هنا أصبحت إسبانيا مكانا مناسبا سيعزز من صوت حركة صحراويون من أجل السلام ويجعل موقفها قويا، إضافة إلى أن موقف إسبانيا يعتبر عاملا مهما لتحقيق السلام بالمنطقة وتعزيز الحل السلمي.
إضافة إلى أن لاس بالماس تربطها علاقات تاريخية بالصحراء، وقرب جغرافي.
مع الحراك الذي عرفته المخيمات ذو الطابع القبلي، هل يمكن القول أن هذا اللقاء سيتطرق إلى كل الخروقات التي تمارسها قيادة البوليساريو هناك بتندوف ؟
ما يحدث بمخيمات تندوف ليس بالشيء الجديد، فهو مشهد متكرر، يؤكد حقيقة نفاذ صبر الصحراويين هناك، وخيبتهم الكبيرة بعد ضياع فرص كثيرة للحل، تعمدت قيادة البوليساريو عدم الإنخراط فيها.
ما يجب فعله هو التركيز على فعل شيء، وعدم ضياع الفرص، وخلق أفكار تتجه بنا نحو الإتفاق حول صيغة نهائية تضمن الحقوق، وتحفظ الأمن والاستقرار.