
يطرح الوضع الحالي للفلاحة الإسبانية تحديات كبيرة ، ويتفاقم هذا الظرف بسبب بروز منافسين الذين لهم تأثير أكبر على دور التصدير الإسباني في السوق العالمية.
برز المغرب كمنافس قوي ومتنامي في صناعة الطماطم ، مما أحدث تأثيرًا كبيرًا في السوق الدولية.
وبات المغرب ثاني أكبر مورد للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي، حيث ضاعف لأكثر من ثلاث مرات المساحة الإجمالية لإنتاج الطماطم الدفيئة لتصل إلى حوالي 14 ألف هكتار خلال العقد الأخير.
تمكن المغرب من التميز كمنافس رئيسي لإسبانيا في هذا القطاع. يكمن أحد الأسباب الرئيسية وراء نجاحها في انخفاض تكاليف الإنتاج على الرغم من اتباع نموذج مشابه للنموذج الإسباني.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الظروف المناخية المواتية لزراعة الطماطم والقدرة على الإنتاج بتكلفة أقل وفق تقرير إعلامي اسباني.
منذ انطلاقه في عام 2011 ، شهد المغرب زيادة مطردة في صادرات الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي. على الرغم من أن معدل النمو السنوي ظل عند حوالي 3٪ ، من المهم ملاحظة أن هذا الرقم لا يزال أقل من 23٪ التي تحتفظ بها إسبانيا من حيث الصادرات. ومع ذلك ، فإن الوضع الحالي يلقي الضوء أيضًا على الانخفاض المستمر في صادرات الطماطم الإسبانية بنسبة 3٪ سنويًا مما قد يشير إلى اتجاه مقلق للصناعة في إسبانيا.
تقرير هولندي.. المغرب تفوق على إسبانيا وهولندا في تصدير الطماطم الى أوروبا والمملكة المتحدة
وفي ذات السياق كشفت “AgroberichtenBuitenland” الهولندية على موقعها “ الإلكتروني، أن المغرب تفوق على كل من إسبانيا وهولندا على مستوى صادراتها من الطماطم إلى المملكة المتحدة؛ وهو ما يفرض على إسبانيا تحسين مردودية وجودة منتوجها الزراعي من هذه المادة وتحسين القدرة التنافسية لقطاع الطماطم الإسباني.
وتوقع المصدر ذاته أن تستعيد هولندا قدرتها التنافسية والإنتاجية في الموسم المقبل؛ فيما اعتبر أن “مفتاح بقاء القطاع الزراعي الإسباني ليس هو إنتاج كميات كبيرة من الطماطم، بل إنتاج منتج أفضل وذي جودة من خلال استفادة المزارعين الإسبان من قربهم وموثوقيتهم من خلال توقيع اتفاقيات مع أرباب شركات التسويق وتجار البيع بالتقسيط”.
في السياق ذاته، سجل الموقع سالف الذكر المتخصص في المعلومات الزراعية أن محصول الطماطم الإسباني فقد عددا كبيرا من الهكتارات وعرف تراجعا خلال السنوات الأخيرة بسبب “المنافسة المتزايدة من المغرب الذي زاد من حجم صادراتها من الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي الذي كان الوجهة الرئيسية للطماطم الإسبانية”.
و أشارت المعطيات إلى أن المملكة المغربية صدّرت، العام الماضي، أكثر من 740 ألف طن من الطماطم؛ أكثر من 557 ألفا منها إلى السوق الأوروبية لوحدها، خاصة في اتجاه المملكة المتحدة. وفي هذا الصدد، أفادت بأن الرباط صدرت نحو هذا البلد، وإلى حدود يوليوز من العام الماضي، أكثر من 82 ألف طن مقارنة بالرقم المسجل عام 2017 والبالغ 49 ألف طن، متفوقة بذلك على هولندا وإسبانيا اللتين صدرتا 77 و41 ألف طن من الطماطم إلى لندن تواليا.