دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الخميس إلى “عدم رفع أي عقوبات عن روسيا حتى تنتهي الحرب”، وذلك عقب اجتماع في باريس مع قادة أكثر من 30 دولة.
ظهر زيلينسكي في مؤتمر صحفي إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني والمضيف المشارك للاجتماع، كير ستارمر، الذي جدد التأكيد على دعم تلك الحكومات لأوكرانيا ضمن ما يُعرف بـ”تحالف المتطوعين”.
وحذر زيلينسكي من نوايا روسيا في المفاوضات، مؤكداً أن “الجميع يدرك أنها لا تريد أي نوع من السلام”، مشدداً على أهمية أن يتحدث الحلفاء “بصوت واحد” للضغط على موسكو.
في وقت لاحق، صرح الرئيس الأوكراني بأن روسيا تحاول إطالة أمد المفاوضات حول وقف إطلاق النار لكسب الوقت وتعزيز قواتها، بهدف شن هجمات جديدة على مناطق زاباروجيا (جنوب شرق) وخاركيف وسومي (شمال شرق).
وأضاف: “يماطلون في المحادثات ويحاولون دفع الولايات المتحدة إلى نقاشات لا تنتهي حول شروط زائفة لمجرد كسب الوقت ثم محاولة احتلال المزيد من الأراضي”، وذلك في منشور على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي بعد مشاركته في الاجتماع الخاص بالدول التي قد تساهم في قوة حفظ السلام في أوكرانيا.
ستارمر: روسيا تحاول “تأخير” السلام
من جانبه، قال كير ستارمر إن “من الواضح تماماً أن روسيا تحاول تأخير (السلام)، إنها تتلاعب”، مؤكداً أن هناك “وضوحاً بين الحاضرين بشأن أن الوقت الحالي ليس مناسباً لرفع العقوبات”.
وأضاف: “على العكس، ما ناقشناه هو كيفية زيادة هذه العقوبات لدعم المبادرة الأمريكية (لوقف إطلاق النار) وإجبار روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات تحت ضغط أكبر من هذا التحالف”.
وأشار ستارمر إلى أن الاجتماع في باريس، الذي جاء بعد عدة أيام من الاجتماعات العسكرية في لندن، تطرق إلى الخطط “العسكرية والعملياتية” المتفق عليها حتى الآن لدعم تحقيق سلام محتمل “براً وبحراً وجواً”.
شولتز: رفع العقوبات عن روسيا سيكون خطأً جسيماً
وفي السياق ذاته، أكد المستشار الألماني بالإنابة، أولاف شولتز، أن رفع العقوبات عن روسيا قبل التوصل إلى سلام في أوكرانيا سيكون “خطأً جسيماً”.
وقال شولتز في لقاء صحفي قصير في باريس: “التخلي عن العقوبات سيكون خطأً فادحاً”، مضيفاً أنه “لا معنى لإنهاء العقوبات قبل تحقيق السلام”، وهو أمر لم يتحقق بعد.
كوستا يدافع عن العقوبات كوسيلة للضغط
من جانبه، دافع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، عن الإبقاء على العقوبات ضد روسيا كوسيلة للضغط دعماً لأوكرانيا في سعيها لتحقيق “سلام عادل وحقيقي”.
وقال كوستا في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “أفضل طريقة لدعم أوكرانيا هي الثبات على هدفنا في تحقيق سلام عادل ودائم. وهذا يتطلب الإبقاء على الضغط على روسيا من خلال العقوبات”.
ووفقاً لمصادر رسمية، أكد كوستا خلال الاجتماع أن “التخفيف المبكر للعقوبات سيكون خطأً استراتيجياً”، مذكّراً بأن “أفضل وسيلة لدعم أوكرانيا هي الحفاظ على الاتساق في سعينا نحو وقف إطلاق نار شامل وسلام عادل ودائم”.
وأشارت المصادر إلى أن “السلام من خلال القوة” لا يزال الاستراتيجية التي تتبعها الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن هذا النهج يتطلب تكثيف الدعم لأوكرانيا على مستويات متعددة، تشمل الجوانب العسكرية والمالية والطاقة وإعادة الإعمار والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
كما أضافت المصادر أن مساهمة الاتحاد الأوروبي في دعم الجيش الأوكراني تتضمن تزويده بمليوني قذيفة مدفعية ثقيلة، إلى جانب قرض بقيمة 18 مليار يورو لتعزيز قدرات الإنتاج العسكري في أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، التزمت الدول الأعضاء منذ بداية هذا العام بتقديم 17 مليار يورو كمساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، مع تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء لضمان أن تتماشى المساعدات الأوروبية مع احتياجات كييف.
وسلطت المصادر الضوء أيضاً على دعم الاتحاد الأوروبي لإنشاء جيش أوكراني مستدام وقادر على الصمود، معتبرة أن الالتزام بدعم الجيش الأوكراني على المدى الطويل يعد “ركيزة أساسية” لضمان أمن البلاد.
كما شددت المصادر على أهمية استغلال الفرص التي أتاحتها القرارات الأخيرة لمجلس الاتحاد الأوروبي بشأن الدفاع الأوروبي، لدعم أوكرانيا وتعزيز التعاون مع صناعتها الدفاعية، فضلاً عن مواصلة الجهود لتعزيز مهمة التدريب العسكري التابعة للاتحاد الأوروبي (EUMAM)، التي قامت حتى الآن بتدريب 75,000 جندي أوكراني.
اجتماع قادة 31 دولة لدعم أوكرانيا
اجتمع يوم الخميس قادة 31 دولة تدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، لمناقشة كيفية الحفاظ على هذا الدعم سواء خلال المعارك أو في حالة التوصل إلى خطة سلام، وأيضاً على المدى الطويل.
جاء الاجتماع بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشارك فيه قادة 27 دولة أوروبية، من بينهم رؤساء حكومات ألمانيا، المملكة المتحدة، وإسبانيا، إضافة إلى كبار مسؤولي الناتو والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن نائب الرئيس التركي وممثلين عن كندا وأستراليا.