أفريقياسياسة

القمة الروسية الأفريقية.. تكشف مكر الإتحاد الأوروبي الذي دعا زعيم مليشيا البوليساريو إلى قمة بروكسل

عقد الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي، في بروكسل العام الماضي يومي 17 و18 فبراير 2022، القمة السادسة، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات، من أجل إعادة صياغة العلاقة بين الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي.

هذه القمة الأوروبية الأفريقية، تم فيها خرق واضح وانتهاك للقانون الدولي، من طرف الإتحاد الأوروبي، قام بدعوة مجرم حرب، زعيم ميليشيا البوليساريو، المتهم بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان، مثل “القتل والتعذيب والإغتصاب..”، ومطلوب من طرف القضاء الإسباني والدولي، للمشاركة في القمة، برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

القمة الروسية الأفريقية الثانية.. مبدأ المشاركة محصور على الدول المعترف بها من طرف الأمم المتحدة

القرار الذي اتخذه الإتحاد الأوروبي، الذي دعا، زعيم عصابة، في ظل الرئاسة الفرنسية، هو انتهاك للشرعية الدولية، الذي أثر على جدية القمة الأوروبية، وعرفت إحراج واستياء العديد من الدول المشاركة.

عكس القرار الذي إتخذته روسيا الإتحادية، الواضح الذي يتناقض بشكل حاسم ولا لبس فيه مع القرار الذي اتخذه الإتحاد الأوروبي.

روسيا تكشف تناقض الغرب وكره، حيت قامت موسكو، بوضع مبدأ المشاركة في القمة الروسية الأفريقية الثانية في سانت بطرسبرغ، دعوتها الرسمية، وجهت فقط إلى الدول الأفريقية التي تتمتع بإعتراف رسمي من طرف الأمم المتحدة، وتتمتع بالشرعية الدولية، وهذا المبدأ الروسي الصارم لا رجعة فيه.

فرغم الضغوطات والتنديدات، التي قامت بها الجزائر وجنوب إفريقيا، واستغلال صداقتها مع روسيا، لفرض جبهة البوليساريو للمشاركة في القمة الثانية، إلا أن روسيا واضحة في علاقاتها الدولية والدبلوماسية مع الدول.

وبهذا الخصوص، تؤكد مرة أخرى، بأن القرار الروسي، الذي تم اعتماده بشكل سيادي للمرة الثانية على التوالي، ليس موقفًا تمليه الضرورة الملحة في الوقت الحالي لاحتياجات الحدث المعني، بل هو مبدأ احترام سيادة الدول.

وجدير بالذكر، يتجلى الموقف الإيجابي الروسي، في جميع الوثائق التي تم اعتمادها في نهاية القمة الروسية الأفريقية الثانية، ولا سيما الإعلانات الأربعة وخطة العمل، التي تحدد بشكل واضح لا لبس فيه.

وقد تم استخدام الفقرة التمهيدية، في جميع الوثائق الرسمية وجاءت الصياغة على الشكل التالي: “نحن رؤساء دول وحكومات الإتحاد الروسي والدول الأفريقية التي تعترف بها منظمة الأمم المتحدة (يشار إليها فيما يلي بإسم الإتحاد الروسي والدول الأفريقية) وممثلو الإتحاد الأفريقي ومنظمات التكامل الأفريقية الرائدة “.

وللإشارة، قال مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الدولية، “يوري أوشاكوف”، في تصريح صحفي، مؤكدا مشاركة 49 دولة أفريقية من أصل 54 في القمة الروسية الأفريقية الثانية المنعقدة في سانت بطرسبرغ، يومي 27 و28 يوليوز 2023.

تصريح يؤكد بأن روسيا لا تعترف بمليشيا البوليساريو، رغم تودد صنيعتها الجزائر لروسيا من أجل الإعتراف بها.

كما أوضح بوتن في مقاله الأخير نشرته أنباء إكسبريس قائلا: “تتمتع علاقات الشراكة مع أفريقيا بجذور قوية وعميقة، وقد تميزت هذه العلاقات في جميع الأوقات بسمات الإستقرار والثقة والنوايا الحسنة”.

وهذا الموقف الروسي، الواضح الذي يعتمد على احترام الدول الأفريقية، وسيادتها، لا تتوفر عليه الإتحاد الأوروبية، الذي يتمتع بالمراوغة وعدم الوضوح والمكر.

وقد أعلن فلاديمير بوتين، يوم أمس الجمعة، 28 يوليو في مؤتمر صحفي، ستعقد القمة الروسية الافريقية كل ثلاث سنوات.

وحول نتائج القمة الروسية الأفريقية الثانية، أشار الرئيس الروسي إلى أن القمة أكدت مرة أخرى التزام روسيا وأفريقيا الراسخ بمواصلة التنمية والبحث عن أشكال جديدة من التعاون متبادل المنفعة.

ونتيجة لذلك تم اعتماد عدد من الوثائق وتم التوقيع على مذكرات بما في ذلك خطة عمل منتدى الشراكة الروسية أفريقية حتى عام 2026.

https://anbaaexpress.ma/funrq

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي، خبير في الشأن المغاربي، مدير عام مؤسسة أنباء إكسبريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى