أثار مقتل الناشط اليميني البارز تشارلي كيرك جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، بعدما تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة انقسام جديدة، حيث احتفى البعض بمقتله أو سخر من مواقفه المثيرة للجدل.
شركات كبرى، بينها يونايتد إيرلاينز ودلتا، سارعت إلى معاقبة موظفين بسبب منشورات اعتُبرت “تبريراً للعنف السياسي”، مؤكدة التزامها بسياسة “عدم التسامح”.
كما حذرت نقابة الطيارين في “أمريكان إيرلاينز” أعضاءها من التورط في محتوى جدلي قد يهدد وظائفهم.
في المقابل، قاد سياسيون جمهوريون ونشطاء محافظون حملات واسعة ضد “الشامتين”، حيث كشفت الناشطة أوليفيا كرولتشيك أنها تواصلت مع مئات أصحاب الأعمال للإبلاغ عن موظفين نشروا تعليقات مسيئة.
هذه الحملات لم تخلُ من تجاوزات، إذ طالت اتهامات كاذبة معلمة في ويسكونسن، لتتعرض وأسرتها لتهديدات قبل أن يثبت براءتها.
تظهر هذه الأزمة حسب مراقبون ، حدود حرية التعبير في المجال العام الأمريكي، حيث باتت الشركات أكثر تشدداً تجاه خطاب موظفيها السياسي، حتى خارج بيئة العمل.
وبينما يرى الجمهوريون في هذه الإجراءات حمايةً لرموزهم من “التطبيع مع العنف”، يحذّر خبراء من أن اندفاع الشركات لمعاقبة موظفيها قد يخلق مناخاً من الخوف ويؤدي إلى إسكات النقاش السياسي المشروع.
مقتل كيرك لم يشعل فقط جدلاً حول العنف السياسي، بل فجّر معركة أوسع حول حرية التعبير، سمعة الشركات، وتوازنها الدقيق بين رضا الرأي العام والحفاظ على حيادها المؤسسي.