رياضة
أخر الأخبار

حمزة الصنعاني.. من شغف الطفولة في الوداد إلى صناعة جيل جديد من نجوم الكرة

مدرب مغربي شاب يؤمن أن كرة القدم تبدأ من القيم قبل المهارة..

هند الصنعاني 

في عالم كرة القدم، لا تبدأ الحكايات دائمًا من الأضواء، بل من ملاعب الحيّ، ومن أحلام صغيرة تكبر كلما لامست القدم الكرة، هذه هي قصة المدرب المغربي حمزة الصنعاني، الذي نشأ في أحضان نادي الوداد البيضاوي، وتشرب عشق المستديرة منذ نعومة أظافره، قبل أن يقرر أن يكون صانعا للأجيال بدل أن يكون نجما وحيدا في السماء.

من لاعب في الوداد إلى مدرب في أكاديمية نجم الشباب

ورث حمزة الصنعاني حب الكرة من والده، الذي كان بدوره لاعبا في صفوف الوداد خلال ستينيات القرن الماضي، بدأ مسيرته في الفئات الصغرى للنادي، وتدرب على يد نخبة من المدربين المغاربة المعروفين مثل عبدالعزيز باكيلي، حسن بنعبيشة، محمد أبوعلي وعلي كوحو، لكن مع مرور الوقت، وجد نفسه ينجذب نحو عالم التدريب، يقول الصنعاني:

“اكتشفت أن شغفي الحقيقي هو في نقل ما تعلمته للجيل الجديد، وأن صناعة لاعب متوازن أهم من تسجيل هدف جميل”.

اليوم، يشغل الصنعاني منصب مدرب في أكاديمية نجم الشباب الرياضي البيضاوي، أحد أعرق الأندية في الدار البيضاء، حيث يعمل على تكوين الفئات الصغرى بأسلوب حديث يجمع بين الانضباط والمتعة.

التدريب مع الأطفال.. مزيج بين اللعب والتربية

يرى الصنعاني أن تدريب الأطفال يختلف تماما عن تدريب الفئات الكبرى، فالأمر لا يتعلق فقط بالكرة بل بالتربية أيضا.

“الطفل يحتاج إلى بيئة مليئة بالثقة والتشجيع، فهو لا يتعلم بالأوامر بل بالقدوة، المدرب هنا يلعب دور المربي النفسي قبل أن يكون مدربا تقنيا”.

ويؤكد أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن ترافقها بيئة تربوية سليمة وانضباط مستمر.

“رأيت أطفالًا موهوبين جدًا فقدوا طريقهم لأنهم لم يجدوا من يوجههم بالصبر، لذلك أعتبر أن الانضباط أهم من الموهبة في المراحل الأولى”.

الجانب النفسي أساس النجاح

يشدد حمزة الصنعاني على أن التكوين النفسي هو جوهر العمل داخل الأكاديمية، مشيرا إلى أن اللاعب الصغير إذا شعر بالخوف من الخطأ لن يتطور أبدا.

“نحن نمنح الطفل الحرية في المحاولة، نعلّمه أن الخطأ جزء من التعلم، لأن الثقة هي ما يصنع اللاعب الناجح”.

مدارس الأمس واليوم.. بين روح الشارع وتقنيات العصر
عندما يُسأل عن الفارق بين تكوين اللاعبين في الماضي والحاضر، يجيب بابتسامة:

“في الماضي كانت الروح أقوى، أما اليوم فالتقنيات والإمكانيات أفضل، المطلوب هو أن نمزج بين روح الأمس وتقنيات اليوم، لأن اللاعب المغربي الموهوب لا ينقصه سوى التأطير الصحيح”.

نهضة كروية مغربية واعدة

يُعبر حمزة الصنعاني عن تفاؤله الكبير بالنهضة الكروية التي تعرفها المملكة، بفضل الرؤية التي وضعها الملك محمد السادس:

“اليوم نعيش مرحلة جديدة، حيث أصبح التكوين محور الاهتمام، والأكاديميات تتطور في التنظيم والمناهج، هذه الجهود ستمنحنا جيلا يصنع الفارق في المستقبل القريب”.

تحديات المدربين الشباب

رغم هذا التطور، لا يخفي حمزة الصنعاني وجود تحديات تواجه المدربين الشباب، أبرزها قلة الاستقرار والدعم الكافي للفئات الصغرى.

“ما زال بعض الناس يستهينون بعمل المدرب في الفئات السنية، رغم أنه الأساس الحقيقي لبناء اللاعب، أتمنى أن يتحقق وعي أكبر بأهمية هذا الدور في المنظومة الكروية”.

حلم لا ينتهي

في ختام حديثه، يعبر حمزة الصنعاني عن طموحه بكل تواضع وثقة:

“أحلم أن أرى أحد اللاعبين الذين دربتهم يرفع راية المغرب يومًا ما في المحافل الدولية. بالنسبة لي، هذا أعظم تتويج ممكن”.

قصة حمزة الصنعاني ليست مجرد مسار مهني في التدريب، بل هي رحلة شغف وإنسانية تُجسد جيلًا جديدًا من المدربين المغاربة المؤمنين بأن كرة القدم ليست فقط لعبة، بل وسيلة لتربية أجيال على القيم، الالتزام، والعمل الجماعي.

https://anbaaexpress.ma/ddnaf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى