ثقافة
أخر الأخبار

صدور النص المسرحي.. (ثلاث نساء وقيروانه) بالعربية والإنجليزية

(ثلاث نساء وقيروانه) هو الكتاب الخامس الذي قمت بترجمته إلى اللغة الإنجليزية للكاتب والأديب والمخرج المسرحي اليمني المقيم في فرنسا، حميد عقبي.

هذا النص المسرحي صدر مؤخرًا في طبعته الأولى عن دار (فكرة كوم) للنشر والتوزيع في ورقلة، الجزائر، بدعم من أ.د حمزة قريرة، أستاذ السرديات العربية المعاصرة بجامعة ورقلة ومستشار دار (فكرة كوم). ويقع الكتاب في 115 صفحة، ويأتي باللغتين العربية والإنجليزية.

يعتمد هذا النص المسرحي على تجربة إنسانية واضحة تنطلق من مكان بسيط: باحة بيت ريفي. عناصر قليلة تحضر على الخشبة؛ حبال غسيل، ملابس، أوانٍ فارغة، وألعاب أطفال مبعثرة.

أشياء مألوفة من الحياة اليومية، لكنها هنا لا تُعرض بوصفها ديكورًا، بل بوصفها بقايا حياة غابت وأثرًا لأناس لم يعودوا موجودين، حاملة لذاكرة الحرب والغياب والانتظار. المكان يتحول إلى شاهد صامت على الفقد، وعلى ما تركه الغياب من فراغ.

تظهر في المسرحية ثلاث نساء مريم في الأربعينيات، سارة في الثلاثينيات، وليلى في العشرينات، كل واحدة تنتمي إلى جيل مختلف، لكنهن يجتمعن في الإحساس نفسه بالألم والخسارة. اختلاف أعمارهن لا يلغي وحدة التجربة التي يعشنها، ولا يخفف من ثقل السؤال الذي يلاحقهن جميعًا: ما بقى بعد أن رحل الآخرون؟

في هذا النص، يشتغل حميد عقبي على الصورة قبل الحدث. الأشياء الصامتة، وفي مقدمتها قيروانة الغسيل، لا تبقى مجرد أدوات، بل تتحول إلى حضور فعلي يرافق الشخصيات ويكشف ما يدور في داخلها. القيروانة هنا ليست تفصيلاً عابرًا، بل جزء من الذاكرة اليومية ومن التعب المتراكم، كأنها تسمع وتحتفظ بما يُقال وما لا يُقال.

اللغة تتحرك بين الشعر والنثر دون افتعال، وتنتقل من حوار واضح إلى لحظات أقرب إلى الهذيان، ومن سخرية قاسية إلى اعترافات موجعة. لا يهتم النص ببناء حدث تقليدي أو تصاعد درامي مألوف، بل يركز على الحالة النفسية، وعلى شعور المرأة وهي تواجه الغياب والعمل اليومي المرهق، وتحمل ذاكرة ثقيلة، وتنتظر زمنًا يبدو بلا نهاية.

(ثلاث نساء وقيروانه) تكشف ثقل الحياة اليومية وما تتركه الخسارة في الداخل. ترجمته كانت محاولة لنقل هذا الإحساس الإنساني كما هو، بهدوئه وتعبه، دون إضافة أو تزيين.

https://anbaaexpress.ma/d9tqu

محمد المخلافي

كاتب وباحث من اليمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى