أوس أبو عطا
ويتنفسُ أطفالها العاصفة
في تلاطُم أمواج
غاراتِ وغازاتِ المستوطنين
المبثوثة على مدار النكبة الكبرى،
وأنقشُ صورتك المُتعلّقة فيَّ
المُعلّقة على أول حبلٍ في الذاكرة
على جدارِ كنيسةِ المهدِ
دون افتراء الشّوق،
وتتيهُ روحي في سطوة حسنك وبياراتِ العبير
وتعلق بين صمتك الهائج وضوضائهم النّجسة.
ومشيتِ عالياً كثيراً، عالياً جداً
لتتزوّد السحائب من نطاف المطر في بسالتكِ
ومن أدعيةِ كل ثكلى مُتصابرة
بين مقابركِ وهطول النّسيم على صدر القدس،
ويندسُّ بين ندباتكِ وزفرات الأسرى.
فأنبش آخر رصاصةٍ لأجلكِ تحت جلدي
لتزهر في حديقتي الصّادية
على شواهدِ الطفولة الموؤودةِ بيدِ جدارهم العازل
المنتصب بكل بلاهةٍ في طريق تحرّركِ القاني،
فثمة ما يوثّب قوس قزح الكنعاني
ليسرّح أوائل السّحائب والانتفاضة
على مستوطناتهم الغائصة في حضن النّار والعنصرية،
وخيامنا المُتعانقةِ كأرملةٍ ويتيم
وعلى محيّا شقيقاتكِ المُتغضّن
بعد شق عباب أعراسكِ المتورّدة،
فهل أنصتِّ ذاتَ قصفٍ ولودٍ
لنزاع المرح الأول بعد ارتقاءِ الأمل؟
وهل تركت النّوافذ جاثيةً على رئتيكِ
ووضعتِ انتفاضتكِ الثالثة
بين أزقةِ المخيم
التي فضّت قذائف الدّجى والقرارات الأممية عذريّتها،
وتبترُ أقدامٌ صهيونيةٌ على عتبات أكنافِ بيت لحم،
لم تقومي بأيٍ من هذا
بل استبقت الماضي
وأطلقتِ أريج حجارتكِ الحارق
بين دبيبِ رائحةِ الشّهيد
وجثمان قميصه المرقّش بحبر المدرسة وزمزم باب الأسباط
قد امتهنت الصّمت أكثر من العبادة
ومازالت تراتيلك تمتلك ذات الألق
حين كنت تلفّين جسدكِ بثوب الضوء
ما أنتِ إلاّ شجرةً دائمة الاخضرار والانتصار
تثمر حجارةً و بنادق الكارلو وتكبيرات المتظاهرين،
ويغفو تحت ظلكِ
مَن يوشمون فلسطين على جفونهم
ولم يطأوها أو تعشب قفيرتها ترحيباً بهم أو تشييعاً لهم.
* كاتب وشاعر فلسطيني